تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
ناشر
دار المشرق
شماره نسخه
الثالثة
محل انتشار
بيروت
ژانرها
مجلدين ضمنه كلامًا واسعًا في ضروب العلوم العربية. ومنها كتابه نفح الأكمام في مثلثات الكلام كمثلثات قطرب. وكتاب الفواكه في الآداب. واتخذه صاحبا الجوائب والبرجيس كحكم ليفصل المناظرات اللغوية التي قامت بينهما فكتب كتابه النجم الثاقب في المحاكمة بين البرجيس والجوائب فنظم أحمد فارس قصيدتها الدالية التي يقول فيها شاكرًا:
أبدى لنا في مصرَ نجمًا ثاقبًا ... لكن ثناهُ بكل مصرٍ هادِ
فيهِ الفوائد والفرائد فُصّلت ... موصولةَ البرهانِ بالإسنادِ
إن قال لم يترك لقوالٍ مدىً ... أو صالَ هالَ وطال كلَّ معادِ
هو فَيْصلُ في الفكر يرضى فصلهُ ... من لم يقنع من الأشهادِ
لولاهُ لم يُقَطع لسانُ المفتري ... عني ولم ُيفصل جدالُ بلادِ
فلذاك كان على الجوائب مدحُهُ ... حقًا وإيجابًا مدى الآباد
الشيخ علي الليثي
كان من أشعر شعراء العصر السابق. ولد نحو السنة ١٨٣٠ وصرف همه إلى العلوم اللغوية والأدبية فصار منشئا بليغًا وشاعرًا مفلقًا حتى نظمه أولو الأمر في سلك رؤساء المعية السنية. ورافق الخديوي إسماعيل باشا في سفره إلى الأستانة سنة ١٢٩٠ ومدح السلطان عبد العزيز. وكان الأدباء يتسابقون إلى مطارحة الليثي ويتفاخرون بمكاتبته. وقد طال عمره حتى توفي مأسوفا عليه في ٢٥ ك٢ سنة ١٨٩٦ (١٣١٣ هـ) . وله منظومات جمة يجمع منها ديوان إلا أنها لا تزال متفرقة. فمن محاسن أقواله رثاؤه لعبد الله باشا فكري:
نذمُّ المنايا وهي في النَّقد أعدلُ ... غداة انتقت مولى به الفضلُ يكملُ
كأنَّ المنايا في انتقاها خبيرةٌ ... بكَسْب النفوس العاليات تُعجّلُ
فتمَّ لها من منتقى الدُّر حليةٌ ... بها العالمُ العلويُّ أنا يهللُ
ومنها في وصف الفقيد:
لقد كان ذابرٍ عطوفًا مهذَّبًا ... سجاياهُ صفوُ القَطر بل هي أمثلُ
رقيق حواشي الطبع سهلٌ محبَّب ... إلى كل قلبٍ حيث كان مبجَّلُ
كريم السجايا لا الدنايا تشينهُ ... عظيم المزايا إذ يقولُ ويفعلُ
1 / 224