تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
ناشر
دار المشرق
شماره نسخه
الثالثة
محل انتشار
بيروت
ژانرها
العلوم فلا تفي بالمرام بعد زمن قليل ما لم يكرر طبعها مع وفرة نفقاتها.
وكانت الكلية اليسوعيَّة مع حداثة نشأتها تباري رصيفتها الأميركية في نشر المعارف الدينيَّة والدنيويَّة. وكان الأحبار الرومانيون يعلقون عليها الآمال الطيبة في إعلاء منار الدين والعلم بين الطوائف الشرقية فمنحها السعيد الذكر بيوس التاسع سنة ١٨٧٤ اسم كلية وقام من بعده خلفه المغبوط لاون الثالث عشر فخصها سنة ١٨٨١ بامتيازات أخرى وخصوصًا أن تعطي طلبتها شهادة الملفنة في اللاهوت والحق القانوني والفلسفة.
وكانت الدولة الفرنسوية في تلك الأثناء ساعية في تعزيز مدارسها في الشرق فرأت في كلية القديس يوسف محققًا لغايتها ضامنًا لحسن نياتها فمنحت لطلبتها الإجازة كطالبي مدارسها في فرنسا. ثم وكلت إلى رؤسائها أن يلحقوا بالكلية مكتبًا طبيًا. فتم ذلك فعلًا سنة ١٨٨٣ وأنشئت الدروس الطبية بكل فروعها التي تبلغ الأثني عشر لكل منها معلمها الاختصاصي. فزادت هذه الإنعامات كليتنا نشاطًا وعزيمة ورقتها إلى درجة ما كانت لتطمع فيها الآمال. وكان للدروس العربية في ذلك الترقي حظها من الاهتمام كما أثبتنا الأمر في خطبة ألقيناها على الحضور في حفلة توزيع الجوائز سنة ١٨٩٨ (المشرق ١ (١٨٩٨): ٦٩٩) فخصصنا فيها الكلام عن تدريس العربية في كليتنا وقد كررنا طبعها في السنة الحالية ١٩٢٥ بنسبة وقوع يوبيل الكلية الذهبي وعددنا تآليف نيف ومائتين من تلامذتها بينهم الكتبة والخطباء والشعراء والصحافيون واللغويون.
المدارس الكاثوليكية
وكانت المدارس الثانوية بعضها للمرسلين وبعضها للوطنيين تركض جيادها في ذلك المضمار. فمنها ما كان سبق إنشاؤه تلك الحقبة فمر لنا ذكره ومنها ما استجد افتتاحه كمدارس (الفرير) في بيروت وقدس وحيفا ويافا وطرابلس ومدرسة الآباء الكبوشيين في صليما والآباء الكرمليين في القبيات والآباء اليسوعيين في صيداء وحمص ومدرسة القلعة. وأعظم منها مدرسة القديسة حنة الأكليريكية المعروفة بالصلاحية التي أسسها سنة ١٨٨٢ نيافة الكردينال لافيجري وخصها بتهذيب طلبة الكهنوت من طائفة الروم الكاثوليك تحت إدارة الآباء البيض (أطلب في المشرق ١٠ (١٩٠٧): ٨٦٥ مقالة المرحوم الخوري نقولا دهان في تاريخ
1 / 191