175

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

ناشر

دار المشرق

شماره نسخه

الثالثة

محل انتشار

بيروت

ژانرها

فرأى الغَنَم المساكين والسك ... ين في كفْ حاسرٍ من ذراعِ
يذَبحُ الحمَلَ السمين ويُلقي ... للعَرَى الكِرْشَ والمعَى في الفقاعِ
والكلابُ روابضٌ ونيامٌ ... لا تذبٌّ ولا بِنَبْح تُداعي
فقضى عجبًا ووَلى كئيبًا ... خائبًا من مرامهِ والمساعي
قائلًا يا كلابُ كم تنبحوني ... لو تعدَّيتُ مثل هذا الراعي
والكتاب الآخر هو ديوان حاتم الطائي طبعه سنة ١٨٧٢ على نسخة مكتبة لندن في ٣٣ صفحة وقد طبع هذا الديوان طبعة أخرى أفضل من الطبعة السابقة وأكمل منها على يد أحد المستشرقين الألمان أسمه شولتس (Schulthess) .
وله كتاب آخر نفيس لم يطبع حتى الآن سماه (حسر اللثام) رد فيه على مزاعم بعض المسلمين منه نسخة بخطه في مكتبتنا الشرقية بمجلدين.
وكان رزق الله حسون من رجال السياسة يسعى مع الأحرار في إصلاح تركيا وذلك ما ألجأه إلى سكنى لندن في آخر حياته وهناك طبع جريدته مرآة الأحوال سنة ١٨٧٦ وكان سبق قبل ذلك طويلة فنشرها في الأستانة فكانت أقدم الجرائد العربية فيها (١ وشفعها سنة ١٨٧٩ بمجلة سياسية كان مدارها على حال المسألتين الشرقية والمصرية. أما وفاة المترجم فوقعت السنة ١٨٨٠ مات فجأة في لندن. وكان رزق الله حسون صديقًا لأدباء زمانه يكاتبهم ويساجلهم فمن ذلك ما كتب لبطرس كرامة:
خدبنَ المعالي وابن بَجْدتها الفردُ ... بقيتَ بقاءَ الدهر يخدمك السعدُ
وزادك ربُّ العرشِ أسنى كرامةٍ ... قرينٌ بها الإقبال والفخرُ والمجدُ
ولا زلتَ في أمنٍ وموفورَ نعمةٍ ... ويُمْنِ أيادٍ كسبُها الشكرُ والحمدُ
وبعدُ فقد طال البعادُ ومهجقي ... يكادُ من الأشواق يضرمُها الوجدُ
وما ليَ عن لُقْياك صبرٌ ولا غنى ... ولكنّ خَطْبَ الدهر وما بيننا سدُّ
ألا بئسما الأيامُ أغَرتْ يد النوى ... بنا فاستطالَت ريثما قصرَ الجدُ
موانعُ حالت دون فرضِ زيارتي ... وقد كنتُ أرجوان يكون لك وفْدُ
وأصبحتُ من إبطائكم في هواجسٍ ... تحيّرني لا يهتدي نحويَ الرشدُ
فأبغي للاطمئنان منكم ألوكةً ... إذا لم يكن منكم قدومٌ هو القصدُ

1 / 176