مقتل أصحاب محمد بن عناز
وفى ذى الحجة قتل أصحاب أبى الفتح محمد بن عناز: زهمان بن هندي وأولاده دلف ومقداد وهندي.
شرح الحال فى ذلك
حدثني أبو المعمر ابراهيم بن الحسين البسامي قال: كان زهمان مستوليا على خانقين وما يجاورهما. فلما قتل المعلم عليا ابنه ضعف أمره ولان غمزه. وعاد أبو الفتح محمد بن عناز من حرب بنى عقيل بالموصل مع أبى جعفر الحجاج فقلد حماية الدسكرة وجرت بينه وبينه مجاذبات ومنازعات والأيام تقوى أبا الفتح وتضعف زهمان، وكان منه فى قصده ونهبه مع أبى على ابن إسماعيل على ما قدمنا ذكره.
وانتهت الحال بينهما الى الصلح والموادعة والاختلاط والألفة وأرخى أبو الفتح من عنانه وأعطاه من نفسه كل ما تأكد به أنسه. فصار إليه هو وأولاده وتمكن منهم فقبض عليهم ونقلهم إلى قلعة البردان فاعتقلهم فيها وتفرق أصحابه وملك عليهم نواحيهم.
ومضت على ذلك مدة فثار أولاد زهمان وكسروا قيودهم وحاولوا الفتك بالموكلين بهم والاستيلاء على القلعة. فصاح [6] الموكلون واجتمع إليهم من عاونهم فقتلوا الثلاثة المذكورين من أولاد زهمان بحضرته وأخذوه فجعلوه فى بيت وسدوا بابه وكانوا [يدخلون] [1] من كوة فيه قرصة من شعير وقليل ماء، فبقى أياما ومات.
صفحه ۴۰۰