کتاب التاریخ
كتاب التأريخ
ناشر
دار صادر
محل انتشار
بيروت
ثم اجتمع الحنفاء الذين كانوا في وقت شاول فقاتلهم وهم عبدة النجوم وخرج إليهم شاول في جموعه فخرج منهم رجل طوله خمس اذرع يقال له غلياث وهو جالوت فقال يبرز لي منكم رجل واحد فقال داود لشاول أنا ابرز إليه فقال لداود انطلق والرب يكون معك فخذ عصا وخمسة أحجار وخرج إلى غلياث فلما رآه احتقره فقال له إلى كلب خرجت بعصا وحجر فقال له إلى اشد من الكلب ثم اخذ حجرا من مخلاته ورماه به حتى غاب الحجر في وجبهة جالوت وسقط فسعى إليه داود فأخذ سيفه وحز رأسه واخذ راجعا فانهزم عسكر غلياث واشتد سرور بني يهوذا فاغتم شاول وحسد داود فطرده عنه وصيره رئيسا على ألف ونفاه بمكان بني يهوذا وتزوج ميخل بنت شاول
وكان شاول يريد قتل داود فكان يوجهه يقاتل الحنفاء عبدة النجوم فيفتح الله عليه فهم أن يقتله بغير حيلة فهرب داود فجاء إلى شمويل النبي فخبره بخبر شاول ولم يزل شاول يحاول قتل داود حتى هرب فمر باخيش ملك جات فلما رآه عرفه فتحيل عليه داود حتى أطلقه فصار إلى سارع فنزلها
ولما علم شاول انه قد فاته قتل الكهنة الذين كانوا يقدسون وقال قد علمتم به ولم تخبروني ثم خرج شاول في طلب داود حتى أدركه فدخل داود مغارة فلما صار شاول عند المغارة نزل لحاجته فدخل المغارة وهو لا يعلم أن داود فيها فقام داود فتوارى فقال له أصحابه يا داود اقتله فقد أمكنك الله منه قال ما كنت لأفعل
وتوفي شمويل النبي فاجتمعت بني إسرائيل واعظموا ذلك وناحوا عليه ثلاثين يوما
وخرج شاول يقاتل الحنفاء والتحم القتال بينهم فهزموا بني إسرائيل وقتل منهم خلق عظيم وكان داود بن ايشا يقاتل العماليق مع قومه من ولد يهوذا فلما انهزم عن شاول جميع بني إسرائيل قام هو وولده يحارب ثم قال لصاحبه الذي يحمل سلاحه خذ سيفك فاقتلني به لئلا يقتلني هؤلاء القلف ويلعبوا بي فلم يفعل فأخذ شاول سيفه فأقامه ثم ألقى نفسه عليه فمات وقتل أولاده الثلاثة وكان ملك شاول أربعين سنة
صفحه ۵۰