کتاب التاریخ
كتاب التأريخ
ناشر
دار صادر
محل انتشار
بيروت
وسار يوشع حتى انتهى إلى البلقاء فلقي رجلا يقال له بالق وبه سميت البلقاء فجعلوا يخرجون يقاتلونه فلا يقتل منهم رجلا واحدا فسأل عن ذلك فقيل له إن في مدينته امرأة منجمة تستقبل الشمس بفرجها ثم تحسب فإذا فرغت عرضت عليها الحيل فلا يخرج يومئذ من حضر أجله فصلى يوشع ركعتين ثم دعا أن يؤخر الله الشمس ساعة فأخرت له ساعة فاختلط عليها حسابها فقالت لبالق أنظر ما كانوا يسألونك فأعطهم فإن حسابي قد اختلط علي قال تصفحي آلتك وأخرجي منها فإنه لا يكون صلح إلا بقتال فتصفحت الحيل على غير علم منها لاختلاط الأمر عليها فقتلوا قتلة لم يقتلها قوم فسألوا يوشع الصلح فأبى عليهم حتى يدفعوا إليه المرأة فقال بالق لا أدفعها فقالت ادفعني إليه فدفعها إليه وصالح فقالت له هل تجد فيما انزل على صاحبك قتل النساء قال لا قالت فإني قد دخلت في دينك قال فاسكني في مدينة أخرى فأنزلها مدينة أخرى
ولما افتح يوشع بن نون البلقاء اكثر بنو إسرائيل الزناء وشرب الخمور ووقعوا على النساء وكثرت فيهم الفاحشة فعظم ذلك على يوشع بن نون وخوفهم الله وحذرهم سطوته فلم يحذروا فأوحى الله عز وجل إلى يوشع بن نون إن شئت سلطت عليهم عدوهم وان شئت أهلكتهم بالسنين وان شئت بموت حثيث عجلان فقال هم بنو إسرائيل و لا احب أن تسلط عليهم عدوهم و لا يهلكوا بالسنين ولكن بموت حثيث فوقع فيهم الطاعون فمات في وقت واحد سبعون ألفا
وكانت أيام يوشع في بني إسرائيل بعد موسى بن عمران سبعا وعشرين سنة
ثم كان على بني إسرائيل بعد يوشع بن نون دوشان الكفري فلبث فيهم ثماني سنين ثم كان بعد دوشان عثنايل بن قنز أخي كالب من سبط يهوذا ابن يعقوب أربعين سنة وقد كان كثر ظلم بني إسرائيل وعتوهم فسلط الله عليهم كوشان جبار مؤاب فلما ملك عثنايل قتل كوش وملك أربعين سنة
ثم ارتدت بنو إسرائيل إلى الكفر فسلط الله عليهم عقلون ملك مؤاب خمس عشرة سنة ثم تابوا فبعث الله لهم رجلا يقال له اهود بن جيرا من سبط افرائيم فقتل عقلون ملك مؤاب وكان يقاتل بشماله ويمينه فسموه ذا اليمنين وهو أول من طبع السيوف ذوات الحدين وكانت قبله ذوات اقفية وفي زمانه بنيت البنية بالشأم وفي خمس وعشرين سنة من ملك اهود تم الألف الرابع
صفحه ۴۷