309

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

وكانت وقعة بدر يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان بعد مقدمه بثمانية عشر شهرا وكان سببها أن أبا سفيان بن حرب قدم من الشأم بعير لقريش تحمل تجارات وأموالا فخرج رسول الله يعارضه وجاء الصريخ إلى قريش بمكة يخبرهم الخبر وكان الرسول بذلك ضمضم بن عمرو الغفاري فخرجوا نافرين مستعدين وخالف أبو سفيان الطريق فنجا بالعير وأقبلت قريش مستعدة لقتال رسول الله وعدتهم ألف رجل وقيل تسعمائة وخمسون وكانوا ينحرون كل يوم من الجزور عشرا وتسعا فنحر أبو جهل بن هشام عشرا وأمية بن خلف الجمحي تسعا وسهيل بن عمرو عشرا وعتبة بن ربيعة عشرا وشيبة بن ربيعة تسعا ومنبه ونبيه ابنا الحجاج السهميان عشرا وأبو البختري العاص بن هشام الأسدي عشرا والحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف عشرا والعباس بن عبد المطلب عشرا وقيل إن العباس نحر يوم الوقعة فأكفئت القدور وإنه خرج مستكرها كالأسير وقال عبد الله بن العباس إن أبي أطعم أسيرا وما أطعم أسير قبله وروى ابن إسحاق أن حكم بن حزام كان من المطعمين وكان أبو لهب عليلا فلم يمكنه الخروج فأعانهم بأربعة آلاف درهم وقيل بل كان أبو لهب قامر العاص بن هشام المخزومي فقمره نفسه فدفعه إليهم مكانه وخرج رسول الله في ثلاثمائة وقيل تسعين رجلا منهم من المهاجرين واحد وثمانون ومن الأنصار مائتان واثنان وثلاثون رجلا ومعه فرسان فرس للزبير بن العوام وفرس للمقداد بن عمرو البهراني ويقال فرس لمرثد بن أبي مرثد الغنوي ومعه سبعون راحلة فالتقوا يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان فقتل من المسلمين أربعة عشر رجلا وقتل من المشركين من سادات قريش سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا فأمر رسول الله برجلين من الأسارى فضربت أعناقهما وهما عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو ابن أمية والنضر بن الحارث بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار وأخذ الفداء من ثمانية وستين رجلا وافتدى العباس نفسه وابني أخيه عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفا لهما من بني فهر وقال العباس لرسول الله إنه لا مال لي فدعني أسأل الناس بكفي فقال أين المال الذي دفعته إلى أم الفضل يعني لبابة بنت الحارث الهلالية امرأته وقلت لها يكون عدة فقال أشهد أنك رسول الله والله ما اطلع على ذلك غيري وغيرها فافتدى نفسه بسبعين أوقية وابني أخيه بسبعين أوقية وقال رسول الله في الليلة التي بات فيها العباس أسيرا لقد أسهرني أنين العباس عمي في القد منذ الليلة وأسلم العباس وخرج إلى مكة يكتم إسلامه وتوفي أبو لهب بعد وقعة بدر بأيام أو بعد أن أتاهم الخبر بتسعة أيام وكان أول من قدم مكة وخبر بخبر قريش ومن قتل منها عمرو بن جحدم الفهري وأعز الله نبيه وقتل من قريش من قتل فأوفدت العرب وفودها إلى رسول الله وحاربت ربيعة كسرى وكانت وقعتهم بذي قار فقالوا عليكم بشعار التهامي فنادوا يا محمد يا محمد فهزموا جيوش كسرى وقتلوهم فقال رسول الله اليوم أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا وكان يوم ذي قار بعد وقعة بدر بأشهر أربعة أو خمسة وضحى رسول الله بالمدينة وخرج الناس إلى المصلى بعيديهم ولم يخرج قبل ذلك وكانت العنزة بين يديه وذبح شاتين بالمصلى بيده وقيل شاة ومضى في طريق ورجع في أخرى

صفحه ۴۶