280

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

حلف الفضول

حضر رسول الله حلف الفضول وقد جاوز العشرين وقال بعدما بعثه الله حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما يسرني به حمر النعم ولو دعيت إليه اليوم لأجبت وكان سبب حلف الفضول أن قريشا تحالفت أحلافا كثيرة على الحمية والمنعة فتحالف المطيبون وهم بنو عبد مناف وبنو أسد وبنو زهرة وبنو تيم وبنو الحارث بن فهر على أن لا يسلموا الكعبة ما أقام حراء وثبير وما بل بحر صوفة وصنعت عاتكة بنت عبد المطلب طيبا فغمسوا أيديهم فيه وقيل إن الطيب كان لأم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب وهي توأم عبد الله أبي رسول الله وتحالفت اللعقة وهم بنو عبد الدار وبنو مخزوم وبنو جمح وبنو سهم وبنو عدي على أن يمنع بعضهم بعضا ويعقل بعضهم عن بعض وذبحوا بقرة فغمسوا أيديهم في دمها فكانت قريش تظلم في الحرم الغريب ومن لا عشيرة له حتى أتى رجل من بني أسد بن خزيمة بتجارة فاشتراها رجل من بني سهم فأخذها السهمي وأبى أن يعطيه الثمن فكلم قريشا واستجار بها وسألها إعانته على أخذ حقه فلم يأخذ له أحد بحقه فصعد الأسدي أبا قبيس فنادى بأعلى صوته

( يا أهل فهر لمظلوم بضاعته

ببطن مكة نائي الأهل والنفر )

( إن الحرام لمن تمت حرامته

ولا حرام لثوبي لابس الغدر )

وقد قيل لم يكن رجل من بني أسد ولكنه قيس بن شيبة السلمي باع متاعا من أبي خلف الجمحي وذهب بحقه فقال هذا الشعر وقيل بل قال

( يال قصي كيف هذا في الحرم

وحرمة البيت وأخلاق الكرم )

صفحه ۱۷