277

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

وتوفي عبد المطلب ولرسول الله ثماني سنين ولعبد المطلب مائة وعشرون سنة وقيل مائة وأربعون سنة وأعظمت قريش موته وغسل بالماء والسدر وكانت قريش أول من غسل الموتى بالسدر ولف في حلتين من حلل اليمن قيمتهما ألف مثقال ذهب وطرح عليه المسك حتى ستره وحمل على أيدي الرجال عدة أيام إعظاما وإكراما وإكبارا لتغييبه في التراب واحتبى ابنه بفناء الكعبة لما غيب عبد المطلب واحتبى ابن جدعان التيمي من ناحية والوليد بن ربيعة المخزومي فادعى كل واحد الرئاسة

وروي عن رسول الله أنه قال إن الله يبعث جدي عبد المطلب أمة واحدة في هيئة الأنبياء وزي الملوك

فكفل رسول الله بعد وفاة عبد المطلب أبو طالب عمه فكان خير كافل وكان أبو طالب سيدا شريفا مطاعا مهيبا مع إملاقه

قال علي بن أبي طالب أبي ساد فقيرا وما ساد فقيرا قبله وخرج به إلى بصرى من أرض الشأم وهو ابن تسع سنين وقال والله لا أكلك إلى غيري وربته فاطمة بنت أسد بن هاشم امرأة أبي طالب وأم أولاده جميعا ويروي عن رسول الله لما توفيت وكانت مسلمة فاضلة أنه قال اليوم ماتت أمي وكفنها بقميصه ونزل على قبرها واضطجع في لحدها فقيل له يا رسول الله لقد اشتد جزعك على فاطمة قال إنها كانت أمي إن كانت لتجيع صبيانها وتشبعني وتشعثهم وتدهنني وكانت أمي

ولما بلغ العشرين ظهرت فيه العلامات وجعل أصحاب الكتب يقولون فيه ويتذاكرون أمره ويتوصفون حاله ويقربون ظهوره فقال يوما لأبي طالب يا عم إني أرى في المنام رجلا يأتيني ومعه رجلان فيقولان هو هو وإذا بلغ فشأنك به والرجل لا يتكلم فوصف أبو طالب ما قال لبعض من كان بمكة من أهل العلم فلما نظر إلى رسول الله قال هذه الروح الطيبة هذا والله النبي المطهر فقال له أبو طالب فاكتم على ابن أخي لا تغر به قومه فوالله إنما قلت لعلي ما قلت ولقد أنبأني أبي عبد المطلب بأنه النبي المبعوث وأمرني أن أستر ذلك لئلا يغري به الأعادي

صفحه ۱۴