251

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

وخرج عمرو بن لحي واسم لحي ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر إلى ارض الشأم وبها قوم من العمالقة يعبدون الأصنام فقال لهم ما هذه الأوثان التي أراكم تعبدون قالوا هذه أصنام نعبدها نستنصرها فننصر ونستسقي بها فنسقى فقال ألا تعطونني منها صنما فأسير به إلى ارض العرب عند بيت الله الذي تفد إليه العرب فأعطوه صنما يقال له هبل فقدم به مكة فوضعه عند الكعبة فكان أول صنم وضع بمكة ثم وضعوا به اساف ونائلة وكل واحد منهما على ركن من أركان البيت فكان الطائف إذا طاف بدأ بإساف فقبله وختم به ونصبوا على الصفا صنما يقال له مجاور الريح وعلى المروة صنما يقال له مطعم الطير فكانت العرب إذا حجت البيت فرأت تلك الأصنام سألت قريشا وخزاعة فيقولون نعبدها لتقربنا إلى الله زلفى فلما رأت العرب ذلك اتخذت أصناما فجعلت كل قبيلة لها صنما يصلون له تقربا إلى الله فيما يقولون فكان لكلب بن وبرة وأحياء قضاعة ود منصوبا بدومة الجندل بجرش وكان لحمير وهمدان نسر منصوبا بصنعاء وكان لكنانة سواع وكان لغطفان العزى وكان لهند وبجيلة وخثعم ذو الخلصة وكان لطيء الفلس منصوبا بالحبس وكان لربيعة واياد ذو الكعبات بسنداد من ارض العراق وكان لثقيف اللات منصوبا بالطائف وكان للاوس والخزرج مناة منصوبا بفدك مما يلي ساحل البحر وكان لدوس صنم يقال له ذو الكفين ولبني بكر بن كنانة صنم يقال له سعد وكان لقوم من عذرة صنم يقال له شمس وكان للازد صنم يقال له رئام فكانت العرب إذا أرادت حج البيت الحرام وقفت كل قبيلة عند صنمها وصلوا عنده ثم تلبوا حتى تقدموا مكة فكانت تلبياتهم مختلفة

وكانت تلبية قريش لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك تملكه وما ملك

وكانت تلبية كنانة لبيك اللهم لبيك اليوم يوم التعريف يوم الدعاء والوقوف

وكانت تلبية بني أسد لبيك اللهم لبيك يا رب أقبلت بنو أسد أهل التواني والوفاء والجلد إليك

وكانت تلبية بني تميم لبيك اللهم لبيك لبيك لبيك عن تميم قد تراها قد اخلقت أثوابها واثواب من وراءها وأخلصت لربها دعاءها

وكانت تلبية قيس عيلان لبيك اللهم لبيك لبيك أنت الرحمن اتتك قيس عيلان راجلها والركبان

وكانت تلبية ثقيف لبيك اللهم أن ثقيفا قد أتوك واخلفوا المال وقد رجوك

وكانت تلبية هذيل لبيك عن هذيل قد ادلجوا بليل في ابل وخيل

صفحه ۲۵۵