کتاب التاریخ
كتاب التأريخ
ناشر
دار صادر
محل انتشار
بيروت
ثم قام بعد عابر فالغ ابنه يدعوا الناس إلى طاعة الله تعالى فكان في زمانه اجتماع ولد نوح ببل وذلك أن ماش بن ارم بن سام بن نوح صار إلى ارض بابل فولد نمرود الجبار ونبيط وهو أبو النبط وهو أول من استنبط الأنهار وغرس الأشجار وعمر الأرض وكان لسانهم جميعا السرياني وهو لسان آدم فلما اجتمعوا ببابل قال بعضهم لبعض لنبنين بنيانا أسفله الأرض وأعلاه السماء فلما أخذوا في البنيان قالوا نتخذه حصنا يخرجنا من الطوفان فهدم الله حصنهم وفرق الله ألسنهم على اثنين وسبعين لسانا وتفرقوا على اثنتين وسبعين فرقة من موضعهم ذلك فكان في ولد سام تسع عشر لسانا وفي ولود حام ست عشرة لسانا وفي ولد يافث سبعة وثلاثون لسانا فلما رأوا ما هم فيه اجتمعوا إلى فالغ بن عابر فقال لهم انه لا يسعكم ارض واحدة مع افتراق ألسنتكم فقالوا اقسموا الأرض بيننا فقسم لهم فصار لولد يافث بن نوح الصين والهند والسند والترك والخزر والتبت والبلغر والديلم وما والى ارض خرا سان وكان ملك بني يافث في ذلك الزمان جم شاذ
وصار لولد حام ارض المغرب وما وراء الفرات إلى مسقط الشمس
وصار لولد سام الحجاز واليمن وباقي الأرض
وكان قد ولد له ارغو بعد أن أتت عليه ثلاثون سنة وحضرت فالغ الوفاة فأوصى إلى ابنه ارغو ومات فالغ يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من أيلول وكانت حياته مائتي سنة وتسعا وثلاثين سنة
ارغو بن فالغ
ثم قال ارغو بن فالغ بعد أبيه وقد تفرقت الألسن على اثنتين وسبعين فرقة لبني سام تسعة عشرة فرقة ولود حام ست عشرة فرقة ولولد يافث سبع وثلاثون وكان في زمانه نمرود الجبار وكان مسكنه ببابل وكان الذي ابتدأ بناء الصرح وأول من عمل التاج وملك سبعا وستين سنة
وكان قد ولد لارغو ساروغ بعد أن أتت عليه اثنتان وثلاثون سنة ولما أتت لأرغو أربع وسبعون سنة من عمره كمل الألف الثالث وحضرت أرغو الفاة فأوصى ابنه ساروغ وتوفي ارغو يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من نيسان وكانت حياته مائتي سنة
صفحه ۲۰