کتاب التاریخ
كتاب التأريخ
ناشر
دار صادر
محل انتشار
بيروت
والمدينة الموضوعة سمت الرياح التي من المطلع القيظي والشتوي قال ابقراط كل مدينة موضوعة ناحية شرق الشمس تكون اصح من المدينة الموضوعة ناحية الفرقدين ومن الموضوعة ناحية الرياح الحارة والحرارة والبرودة فيها اقل وايسر وامراض أهلها قليلة والمياه الكائنة سمت طلوع الشمس نيرة مضيئة صافية طيبة المشم لينة لان الهواء لا يكون فيها غليظا فالشمس تحول بينه وبين أن يغلظ وصورة سكان هذه المدينة حسنة الألوان نيرة ضوية وأصوات رجالهم صافية حديدة يغضبون سريعا ونباتها وأعشابها أقوى واصح وهي في ذاتها وهيئتها تشبه فصل الربيع في قلة الحر والبرد واسقامها قليلة ضعيفة ونساؤها يعلقن كثيرا ويلدن بغير مشقة
والمدينة الرابعة سمت المغرب هي في كن من الرياح الشرقية وتهب إليها الرياح الحارة والباردة من ناحية الفرقدين فتكون كثيرة الأمراض ومياهها غير نقية ولا صافية وان علتها الهواء الكائن عند الأسحار وذلك أن أسحار هذه المدينة تحول جدا والشمس لا تشرق فيها أول ما تشرق حتى ترتفع وتعلو وتهب فيها الرياح باردة في القيظ ويكون رجالها مصفارين مرضى تضيرهم الأمراض كلها وأصواتهم بح ونهارهم ردي في أيام الخريف لكثرة تغيره فهذا الباب الأول في المدن الأربع
والقول الثاني في المياه وهي أربعة أصناف أولها المياه الراكدة مثل البطائح التي لا تجري والثاني العيون النابعة والثالث المياه التي تكون من الأمطار والرابع المياه التي تكون من الثلوج
قال ابقراط المياه الظاهرة المستوية على وجه الأرض التي لا تجري والأمطار تمطر عليها وتقوم معها و لا تنزع والشمس دائمة الاشراق عليها و الاحتراق بها فتكون ردية لا لون لها تولد المرة وتكون في الشتاء باردة جامدة كدرة بلغمية وتورث من يشرب منها البحوحة والطحال . . . . . . . . وتكون بطونهم خاشنة وتهزل التراقي والوجوه وتنقحها ويكثر أهلها الطعم ويدفع ظمأهم وعطشهم ويلزمهم المرض في الشتاء والصيف ويعرض لهم الماء الأصفر ويعرض لهم في القيظ اختلاف الأغراس وحمى ربع طويلة مزمنة
صفحه ۱۰۸