وقال (ع): (( سلوني قبل أن تفقدوني، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية في ليل أنزلت أو في نهار، مكيها ومدنيها، وسفريها وحضريها، ناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها لأخبرتكم )) (1) .
وقال (ع): (( فاسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيئ فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها ومحط رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلا، ويموت منهم موتا )) (2).
وقال (ع): (( أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض )) (3).
ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نبه على مكانة علي (ع) العلمية في مواطن كثيرة مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه )).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء، والناس جزءا واحد، وعلي أعلم بالجزء الواحد منهم )).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أقضى أمتي علي )) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب )).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة (ع): (( زوجتك خير أمتي أعلمهم علما وأفضلهم حكما وأولهم إسلاما )).
إن هذه التصريحات الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حق علي (ع) بينت مقدار علمه (ع) الذي لا نستطيع الإحاطة به، ويكفيه أن جميع المدارس فكرية أو اعتقادية أو علمية أو غيرها تحاول أن تنسب نفسها وتدعي إنتماءها إلى علي (ع).
إن علم علي (ع) ظهر حقيقته على قلوب الصحابة معلنة أنه أعلمهم وأفضلهم.
فكان عمر يقول: (( علي أفضلنا ))، ويقول: (( لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن)).
صفحه ۴۰