ونحن نعرف أن ذلك العمل هو الذي دفع بمعاوية للخروج على إمام الحق وكانت معركة (( صفين )).
ونعرف أيضا أن هاتين المعركتين تولد منهما خروج طائفة ثالثة وكانت معركة (( النهروان )).
ونعرف أن هذه الطوائف الثلاث هم (( الناكثون )) (( والقاسطون )) (( المارقون )) ولكن لنرى كيف تعرض بعض المؤرخين لهذه الحقائق التاريخية؟
فنحن نجد بعض المؤرخين عندما يتحدث عن معركة الجمل ينفي أن يكون هناك خروج بالمعنى المراد! وأن الذين خرجوا وعددهم طبعا يزيد على عشرين ألف رجل لم يريدوا من خروجهم إلا الصلح بين علي ومعاوية حول قتلة عثمان (1)، فإذا ما وجد الحقيقة الواضحة ورأى تجمع هؤلاء في البصرة قال: (( إن الذي أثار المعركة جماعة من السبائية اليهود كانوا في جيش الإمام علي (ع). وهم يكونون غالبية جيشه، وأن عليا والناكثين كانوا قد اصطلحوا، ولكن هؤلاء اليهود أشعلوا الحرب، ولم يكن بيد الإمام علي (ع) أي تصرف!! ))
وبنفس ما جرى عليه التاريخ حول معركة الجمل، كان في معركة (( صفين )) فهم يقولون أن معاوية لم يكن يريد الملك أو الحكم أصلا، وكان هدفه هو الوصول إلى قتلة عثمان! وأن الطرفين كادا يتوصلان إلى الصلح لولا تلك المجموعة السبائية أشعلوا الحرب.
صفحه ۱۰