الْحجَّة سنة ٥٠٣ ومدينة صيدا فِي سنة ٥٠٤ وصالحهم اهل حلب وحماه على مِقْدَار معِين من المَال
هَذَا وَفِي ٢٤ ذِي الْحجَّة سنة ٥١١ توفّي السُّلْطَان مُحَمَّد السلجوقي وعهد بالسلطنة لِابْنِهِ مَحْمُود وَفِي ١٦ ربيع الآخر سنة ٥١٢ توفّي الْخَلِيفَة المستظهر وبويع بعده ابْنه ابو مَنْصُور فضل ولقب بالمسترشد بِاللَّه وَفِي خِلَافَته وَقعت عدَّة حروب بَين السُّلْطَان مَحْمُود السلجوقي واخيه دَاوُد وَبَعض اعمامه سفكت فِيهَا دِمَاء الْمُسلمين وتوطدت فِي اثنائها اقدام الافرنج فِي جِهَات الشَّام واسسوا بهَا امارات مسيحية فِي اورشليم وحمص وانطاكية وطرابلس ثمَّ وَقع الْخلف بَين الافرنج لتباين مقاصدهم وَاخْتِلَاف اجناسهم بَين نورمانديين وفرنساويين والمانيين وايطاليين وانكليز فضعفت سطوتهم رغما عَن توارد الْجنُود اليهم تقودها سلاطينهم واعاظم قوادهم وَمن جِهَة اخرى ظهر فِي هَذِه الظروف عماد الدّين زنكي صَاحب الْموصل وايد شوكته وسطوته فِي الْبِلَاد الْمُجَاورَة لَهُ وَاسْتولى على عدَّة امارات اسلامية ثمَّ عزم على اخراج الافرنج من بِلَاد الشَّام فقصد اولا مَدِينَة حمص وَفتحهَا عنْوَة سنة ٥٣٢ واستخلص مِنْهُم اغلب بِلَاد الاسلام ثمَّ ارسل إِلَى مصر اُحْدُ قواده واسْمه اسد الدّين شيركوه بِنَاء على استنجاد شاور وَزِير الْخَلِيفَة العاضد الفاطمي لمساعدته على خصومه الَّذين كَانُوا ينازعونه الوزارة فاتى اليها شيركوه وَبعد ان هزم خصوم شاور قَتله فِي ربيع الآخر سنة ٥٦٤ وَتَوَلَّى هُوَ فِي الوزارة ثمَّ مَاتَ وَتَوَلَّى يُوسُف صَلَاح الدّين ابْن اخيه نجم الدّين ايوب
1 / 73