تاريخ الدولة العلية العثمانية

محمد فرید بک d. 1338 AH
127

تاريخ الدولة العلية العثمانية

تاريخ الدولة العلية العثمانية

پژوهشگر

إحسان حقي

ناشر

دار النفائس

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠١ - ١٩٨١

محل انتشار

بيروت

رومة والصرب ارثوذكسيين لَا يذعنون لسلطة البابا بل كَانُوا يفضلون تسلط الْمُسلمين عَلَيْهِم لما راوه من عدم تعرضهم للدّين مُطلقًا وَلذَلِك ابرم امير الصرب الصُّلْح مَعَ السُّلْطَان مُحَمَّد الثَّانِي على ان يدْفع لَهُ سنويا ثَمَانِينَ الف دوكا وَذَلِكَ فِي سنة ١٤٥٤ وَفِي السّنة التالية اعاد السُّلْطَان عَلَيْهَا الكرة بِجَيْش مؤلف من خمسين الف مقَاتل وثلاثمائة مدفع وَمر بجيوشه من جنوب بِلَاد الصرب إِلَى شمالها بِدُونِ ان يلقى اقل مُعَارضَة حَتَّى وصل مَدِينَة بلغراد الْوَاقِعَة على نهر الدانوب وحاصرها من جِهَة الْبر وَالنّهر وَكَانَ هونياد المجري دخل الْمَدِينَة قبل اتمام الْحصار عَلَيْهَا ودافع عَنْهَا دفاع الابطال حَتَّى يئس السُّلْطَان من فتحهَا وَرفع عَنْهَا الْحصار سنة ١٤٥٥ لَكِن وان لم يتَمَكَّن العثمانيون من فتح عَاصِمَة الصرب الا انهم ربحوا امرا عَظِيما وَهُوَ اصابة هونياد بجراح بليغة مَاتَ بِسَبَبِهَا بعد رفع الْحصار عَن الْمَدِينَة بِنَحْوِ عشْرين يَوْمًا واراح الْمُسلمين مِنْهُ وَلما علم السُّلْطَان بِمَوْتِهِ ارسل الصَّدْر الاعظم مَحْمُود باشا لاتمام فتح بِلَاد الصرب فاتم فتحهَا من سنة ١٤٥٨ إِلَى سنة ١٤٦٠ وَبِذَلِك فقدت الصرب استقلالها نهائيا بعد ان اعيت الدولة الْعلية اكثر من مرّة وَفِي هَذِه الاثناء تمّ فتح بِلَاد موره فَفِي سنة ١٤٥٨ فتح السُّلْطَان مَدِينَة كورنته وَمَا جاورها من بِلَاد اليونان حَتَّى جرد توماس باليولوج اخا قسطنطين من جَمِيع بِلَاده وَلم يتْرك اقليم موره لاخيه دمتريوس الا بِشَرْط دفع الْجِزْيَة وبمجرد مَا رَجَعَ السُّلْطَان بجيوشه ثار توماس وَحَارب الاتراك واخاه مَعًا فاستنجد دمتريوس بالسلطان فَرجع بِجَيْش عَرَمْرَم وَلم يرجع حَتَّى تمّ فتح اقليم موره سنة ١٤٦٠ وهرب توماس إِلَى ايطاليا وَنفي دمتريوس فِي احدى جزائر الارخبيل وَفِي ذَلِك الْوَقْت فتحت جزائر تاسوس والبروس وَغَيرهَا من جزائر بَحر الرّوم

1 / 168