تربیت و تعلیم در اسلام
التربية والتعليم في الإسلام
ژانرها
الفصل الثاني
(1) المؤسسات التعليمية عند العرب قبل تأسيس المدرسة
كانت المساجد والكتاتيب وبعض الأماكن العامة والخاصة هي المؤسسات العلمية الأولية عند العرب في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وخلفائه الراشدين، وفيها كان المسلمون الأولون يتلقون هم وأبناؤهم وبناتهم ومواليهم آيات الكتاب المبين، وعلم الفرائض والدين، كما تدل على ذلك مئات الأحاديث والآثار المروية عن الرسول وصحابته وتابعيه.
1
وكان العلماء والمتعلمون يتذاكرون في المسجد النبوي بالمدينة، والمسجد الحرام بمكة، والمساجد الأخرى في سائر العالم الإسلامي، وفي الدور، والمجالس في الأماكن الخاصة والعامة ... ضروب العلم من دين وأدب وتاريخ وسير ومواعظ وعبر، ويفتون من يسألهم في أمر من هذه الأمور. ولما آلت الخلافة الإسلامية إلى بني أمية تطور الأمر في سبيل الاستكمال على ما بينا في الباب السابق. وكان إلى جانب تلك المؤسسات العلمية التي ذكرناها مواطن جديدة للتعليم، وهي قصورهم وقصور كبار أمرائهم، ومنازل الأعيان والوجوه الذين استقرت أحوالهم أيام هذه الدولة، وبعد أن توسعت الفتوح وكثرت الأموال وسارت الحياة الاجتماعية في طور حضاري جديد.
وقد كانت هذه القصور والدور عونا لتلك الأماكن العامة والخاصة في نشر العلم وتسهيل سبل تعميمه؛ فقد كان يعقد فيها كثير من حلقات الآداب والعلوم والفقه والحديث والحكمة، كما كانت تقام بعض الحلقات العلمية في بعض الطرقات والأسواق.
2
وقد ظلت هذه الأماكن جميعا من مساجد وخزائن كتب وقصور ودور وطرقات مراكز الحركة العلمية في البلاد الإسلامية، منذ فجر الإسلام إلى أن ظهرت المدرسة بمعناها الصحيح في أواخر القرن الرابع للهجرة، وسنبين فيما يلي أحوال تلك المؤسسات العلمية وتطور أمرها منذ أن وجدت إلى أن تأسست المدرسة. (1-1) حلقات المساجد والقصاص والمجالس الخاصة والعامة
صفحه نامشخص