تربیت و تعلیم در اسلام
التربية والتعليم في الإسلام
ژانرها
أكثر مني حديثا إلا عبد الله بن عمرو بن العاص؛ فإنه كتب ولم أكتب.
وفي العهد الراشدي دونت بعض المدونات الشعرية أيضا؛ فقد روى أبو الفرج أن عمر بن الخطاب كتب إلى أميره على العراق وفاتح القادسية وباني الكوفة سعد بن أبي وقاص (؟-55): أما بعد، فاجمع من قبلك من الشعراء فسلهم ماذا فقدوا من شعرهم وما بقي منه. فجمعهم سعد فسألهم عن ذلك فكلهم زعم أنه أغزر ما كان شعرا وأقدر عليه إلا لبيد، فإنه حلف بالذي هداه للإسلام ما قدرت على أن أقول بيتا واحدا منذ أسلمت، فكتب بذلك إلى عمر.
230
ومثل ذلك ما ذكره أبو الفرج أيضا أن عبد الله بن الزبعري السهمي وضرار بن الخطاب الفهري طلبا من حسان بن ثابت أن يتناشدوا ما قيل من مناقضات بين الأنصار ومشركي قريش في صدر الإسلام، فأنشداه أشعار قريش من الأنصار، ثم ذهبا قبل أن يسمعا شعره في قريش، فغضب حسان وذهب إلى عمر بن الخطاب، فجمعهما بحسان وأمرهما أن يسمعا مناقضته لكفار قريش، فاستمعا إليه بمحضر عمر وكبار الصحابة، ثم إن عمر قال لمن حضره: إني قد كنت نهيتكم أن تذكروا مما كان بين المسلمين والمشركين شيئا دفعا للتضاغن عنكم وبث القبيح فيما بينكم، فأما إذا أبوا فاكتبوه واحتفظوا به . فدونوا ذلك عندهم، قال: فأدركته - أي ذلك السجل الذي دونوا فيه الأشعار - ومما دون في عهد عمر بن الخطاب غير هذه الكتب الأدبية دواوين أنساب القبائل العربية، التي أمر عمر بن الخطاب بتدوينها وتسجيل أسماء كل قبيلة وأفخاذها وأسماء من ولد كل منهم.
وما إن دخل النصف الثاني للقرن الهجري واستولى بنو أمية على الخلافة الإسلامية حتى كثر التدوين في الأدب والحديث؛ فقد روى لنا المبرد عن المعلمين الشاعرين المشهورين؛ الكميت بن زيد، والطرماح بن حكيم، عن رؤبة بن العجاج أنه قال: قدمت فارس على إبان بن الوليد البجلي منتجعا له، فأتاني رجلان لا أعرفهما، فسألاني عن شيء ليس من لغتي فلم أعرفه، فتغامزا بي فتقبعت عليهما فهمدا، ثم كانا بعد ذلك يختلفان فيسمعان مني الشيء فيكتبانه ويدخلانه في أشعارهما، فعلمت أنهما ظريفان، وسألت عنهما فقيل لي هما الكميت والطرماح.
231
فلا شك في أن العالمين الشاعرين الأديبين المعلمين كانا يدونان ما يسمعان من رؤبة ومن غيره ما يستجيدان من الشعر والغريب وأخبار العرب. ويروي الإمام الراوية الثقة أنه رأى الطرماح بسواد الكوفة وهو يكتب ألفاظ النبيط ويتعلمها ويعربها ويدخلها في شعره،
232
وأغلب ظننا أنه كان ينتقي الألفاظ الفنية والعلمية فيعربها ويدخلها في شعره، وقد كان الطرماح وزميله الكميت شاعرين فحلين من فحول شعراء الإسلام وأجودهم معاني وأحسنهم صورا، ولم يكن هذان الشاعران وحدهما اللذين دونا شعرهما في العصر الأموي؛ فقد روي أن الفرزدق كان يدون شعره وقد كان له أربعة رواة يكتبون شعره عنه ويدونونه ويذيعونه عنه،
233
صفحه نامشخص