تراجم مشاهير الشرق
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
ژانرها
وأسس ناصر الدين شاه في مدينة طهران فضلا عما تقدم مدرسة سماها «دار الترجمة» أقامها في قصره وتحت رئاسته لترجمة الكتب العلمية من اللغات الإفرنجية، وكان ينفق عليها من ماله الخاص. (1-4) مدرسة الطب
ومما يحسن ذكره أن الطب كان قبل هذه النهضة على ثلاثة أشكال: الطب الهندي، والطب اليوناني، والطب الفارسي، وكان كل منها يعلم على حدة وله قوانين خاصة. فلما أراد ناصر الدين شاه إنشاء المدرسة الطبية استقدم من فرنسا طبيبا ماهرا اسمه الدكتور طولوزان، كلفه بإنشاء مدرسة طبية كلية على مثال مدرسة باريس، وفرض على كل طالب أن يتعلم الطبين الحديث والقديم، وأمر بترجمة الكتب الطبية من الفرنساوية إلى الفارسية، واستحضر سائر المعدات الطبية من الأدوات والتماثيل ونحوها؛ بحيث يخرج الطالب منها وشهادته مقبولة في سائر الممالك كأنها معطاة من أكبر مدارس فرنسا، وقد توفي مؤسسها الدكتور طولوزان وخلفه غيره، ونبغ من هذه المدرسة جماعة من الأطباء نذكر منهم الدكتور ميرزا علي خان، والميرزا محمد خان، وزين العابدين خان، وغيرهم من نطس الأطباء.
شكل 12-3: أحمد شاه ملك الفرس الحالي.
ولما تولى جلالة مظفر الدين شاه سنة 1886 سار على خطوات المرحوم والده فنشط العلم ووسع الساعين في إنشاء المدارس، فأنشئ منها تحت رعايته ست عشرة مدرسة، بعضها في طهران والبعض الآخر في تبريز وبوشهر وغيرهما، ثم شغلت الأمة بالقيام على الشاه المذكور التماسا للدستور حتى أفضى الأمر إلى خلعه سنة 1909 وتولية أحمد شاه الحالي. (1-5) المطابع
يظهر أن المطابع في إيران أقدم من المدارس الحديثة فيها، وأول مطبعة أنشئت في تبريز سنة 1240ه/1825م سعى في إنشائها عباس ميرزا ولي عهد فتح علي شاه ملك الفرس يومئذ؛ فإنه استدعى اثنين من فحول العلماء، وهما: ميراز صالح شيرازي، وميرزا محمد جعفر التبريزي الشهير بأمير، وأرسلهما إلى موسكو وبطرسبرج فاستحضرا 14 آلة طباعة من الطراز القديم (مكبس) تطبع على الحجر (ليتوغراف) وأسسا دار الطباعة في تبريز باسم الحكومة، وبعد بضع سنين تنازلت لهما الحكومة عنها. ثم أنشئت في طهران مطبعة حروف (تيبوغراف) وأول كتاب طبع فيها القرآن الشريف، ولكن هذه الحروف لم يطل استعمالها أكثر من بضع وعشرين سنة فأهملت وانتشرت المطابع الحجرية في طهران وخراسان وشيراز، ثم عادوا منذ بضع سنين فأنشئوا مطبعة حروف في تبريز تسمى «مطبعة سركاري» سعى في إنشائها محمد علي ميرزا ولي العهد يومئذ، وفي تبريز وطهران فضلا عما تقدم كثير من المطابع الأجنبية الفرنساوية والأرمنية. (1-6) الصحافة الفارسية
أول صحيفة فارسية ظهرت للوجود جريدة «روزنامه» صدرت في تبريز في أواسط القرن الثالث عشر للهجرة، وكانت أسبوعية، ثم جريدة «إيران» الرسمية، وجريدة «رومية» في أذربايجان، و«فرهنك» في أصبهان تحت رعاية السلطان مسعود ميراز، ظل السلطان الشقيق الأكبر للشاه السابق.
وظهرت في أيام مظفر الدين شاه جريدة «تبريز» في تبريز، و«صدى الفرس» بالفرنساوية و«اطلاع»، وشرف» (وهي جريدة مصورة و«خلاصة حوادث» يومية، و«تربيت» في طهران، ثم «شرافت» مصورة، و«ناصري»، و«احتياج»، و«أدب»، و«كمال» في تبريز، وجريدة «رومية» ظهرت في رومية باللغة الكلدانية، ولما أعيد الدستور الفارسي بالأمس ظهرت جرائد كثيرة لا محل لها هنا.
أما الصحافة الفارسية خارج إيران فأولها جريدة «اختر» (الكوكب) صدرت في الآستانة سنة 1291 (1875م) لصاحبها آقا محمد طاهر تبريزي، ظلت تصدر إلى عام 1313 فتعطلت لضعف ألم بصاحبها، ثم صدرت «حكمت» في مصر القاهرة سنة 1310 وهي مجلة سياسية علمية لمنشئها زعيم الدولة الدكتور ميراز محمد مهدي خان التبريزي رئيس الحكماء، وهو من فطاحل علماء إيران، وعليه كان معتمدا في أكثر ما ذكرناه عن النهضة الأخيرة في بلاد الفرس، ولا تزال «حكمت» تصدر بين ظهرانينا مرة كل أسبوع، ثم صدرت جريدة «كوكب ناصري» في بومباي، ثم «حبل المتين» في كلكتة من بلاد الهند سنة 1312 للسيد جلال الدين الكاساتي، ثم ظهرت جريدة «ثريا» في القاهرة سنة 1316 لمنشئها ميراز علي محمد خان، وظهرت منذ بضع سنين جريدة «جهره نما» بالإسكندرية وهي الآن تصدر في القاهرة. والفرس ميالون إلى المطالعة، وكلهم يقرءون العربية لأن تعلم هذه اللغة إلزامي في مدارسهم.
وفي بلاد الفرس جماعة كبيرة من العلماء، وهم على أربعة أصناف: (1)
علماء العلوم الدينية، وهم الفئة الكبرى، ومنهم الفقهاء، وكل اشتغالهم باللسان العربي مطالعة وتأليفا. (2)
صفحه نامشخص