الأوصاف والأخبار العامة مراكش: وعن ابن سعيد: مراكش محدثة بناها يوسف بن تاشفين في أرض صحراوية وجلب إليها المياه، وأكثر الناس فيها البساتين فكثر وخمها ولا يكاد الغريب يسلم فيها من الحمى، وجنوبي مملكة مراكش جبل درن، وشماليها مملكة سلا، وغربيها البحر المحيط، وشرقيها الجهات التي بين سجلماسة وفاس، ودور مراكش سبعة أميال، ولها سبعة عشر بابا، وحرها شديد، وهي في شمالي أغمات بميلة يسيرة إلى الغرب، وبينهما نحو خمسة عشر ميلا.
درعة: قال ابن سعيد: ولدرعة نهر مشهور يجري في غربيها ينزل من ربوة حمراء عند جبل درن وينبت عليه الحناء، ويغوص ما يفضل عنه بعد السقى في صحاري تلك البلاد، ومن كتاب الشريف محمد الإدريسي قال: وعند طرف المغرب الأقصى مع البحر المحيط صحراء لمتونة، وعلى جانب هذه الصحراء من المدن درعة ولمطة وجزولة، وقال في نزهة المشتاق: وليست بمدينة يحوط بها سور ولا حفير، وإنما هي قرى متصلة وعمارات متقاربة ومزارع كثيرة، وهي على نهر سجلماسة، ومن أرض درعة إلى بلاد السوس الأقصى أربعة أيام.
أغمات: وعن ابن سعيد: ومدينة أغمات في شمالي جبل درن، وهي كانت حاضرة البلاد قبل بنيان مراكش وأغمات ذات مياه وفواكه كثيرة، وهي في الجنوب بميلة إلى الشرق عن مراكش، وهي من أقصى المغرب، قال ابن سعيد أيضا: كانت كرسي ملك أمير المسلمين يوسف بن تاشفين قبل أن يختط مدينة مراكش ويبنيها ... قال : وهي مدينة قديمة ... قال الإدريسي: وأغمات في مكان أفيح طيب التراب كثيرة النبات والأعشاب والمياه تخترقه يمينا وشمالا وحولها جنات محدقة وبساتين وأشجار ملتفة وهي طيبة المقام صحيحة الهواء وبها نهر ليس بالكبير يشق المدينة ويأتيها من جنوبيها ويخرج من شماليها وربما
صفحه ۱۵۲