Taqwa: Its Definition, Virtues, Warnings, and Stories

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
150

Taqwa: Its Definition, Virtues, Warnings, and Stories

التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

ناشر

دار النفائس للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

محل انتشار

الأردن

ژانرها

٤ - مقام عمر في المسجد بعد توليه الخلافة: فسار وسار معه الناس حتى دخل المسجد، فصعد المنبر، واجتمع الناس إليه، فقال: يا أيها الناس، إني قد ابتليت بهذا الأمر من غير رأي كان مني فيه، ولا طلبةٍ له، ولا مشورة من المسلمين، وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم. فصاح المسلمون صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين، ورضينا بك فل (١) أمرنا باليمن والبركة، فلما رأى الأصوات قد هدأت ورضي به الناس جميعًا، حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ﷺ وقال: "أوصيكم بتقوى الله، فإن تقوى الله خلفٌ من كل شيء، وليس من تقوى الله ﷿ خلفٌ، فاعلموا لآخرتكم، فإنه من عمل لآخرته كفاه الله ﵎ أمر دنياه، وأصلحوا سرائركم يصلح الله الكريم علانيتكم، وأكثروا ذكر الموت، وأحسنوا الاستعداد قبل أن ينزل بكم فإنه هادم اللذات، وإن من لا يذكر من آبائه فيما بينه وبين آدم ﵇ أبًا حيًّا لمعرق في الموت، وإن هذه الأمة لم تختلف في ربها ﷿، ولا في نبيها ولا في كتابها، إنما اختلفوا في الدينار والدرهم، وإني والله لا أعطي أحدًا باطلًا ولا أمنع أحدًا حقًا". ثم رفع صوته حتى أسمع الناس فقال: "يا أيها الناس، من أطاع الله فقد وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له، أطيعوني ما أطعت الله، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم". ثم نزل فدخل، فأمر بالستور فهتكت، والثياب التي كانت تبسط للخلفاء فحملت، وأمر ببيعها وإدخال أثمانها في بيت مال المسلمين.

(١) فل: فعل أمر من ولى يلي.

1 / 163