٧ - مالكُ، عن إسماعيل بن أبي حكيم أنه بلغه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سَمِعَ امْرَأَةً مِنَ اللَّيْلِ تُصَلِّي، فَقَالَ: "مَنْ هَذِهِ؟ ". فَقِيلَ لَهُ: هَذِهِ الحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ لَا تَنَامُ اللَّيْلَ. فَكَرِهَ ذَلِكَ رَسُولُ الله ﷺ
_________
= (١/ ١٧٥): "وهذا الحديث محفوظٌ من حديث الزهري مسندًا من رواية الثقات منه ما حدثناه محمد بن عبد الله بن حكم، قال: أخبرنا محمد بن معاوية، قال: أخبرنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي، قال: أخبرنا هشام بن عمار، قال: أخبرنا عبد الحميد بن حبيب، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة أخبره، قال: أُقيمت الصلاة فصفّ الناس صفوفهم ثم خرج علينا رسول الله ﷺ فأقبل يمشي حتى إذا قام في مُصلّاه ذكر أنه لم يغتسل؛ فقال للناس: "مكانَكم" ثم رجع إلى بيته فاغتسل، ثم خرج حتى قام في مصلاه فكبّر ورأسه ينطف. وذكره أبو داود من رواية معمر ويونس بن يزيد والزبيدي والأوزاعي؛ كلُّهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مثلَه سواء بمعناه. وذكر البخاري من رواية يونس عن الزهري مثله، ولم يذكر في الحديث أنه كبّر قبل أن يذْكر، وإنما فيه أنه لمّا قام في مصلاه ذكر أنه لم يغتسل فاحتمل أن يكون ذكر ذلك قبل أن يكبّر فأمرهم أن ينتظروه؛ فلو صح هذا لم يكن في هذا الحديث معنى يُشْكِل حينئذ، لأن انتظارهم لو كان وهُمْ في غير صلاة لم يكن في ذلك شيءٌ يحتاج إليه في هذا الباب، واحتمل أن يكون قوله: "فلمّا قام في مصلاه"، أي: أقام في صلاته؛ فلما احتمل الوجهين، كانت رواية مَن روى أنه كان كبّر يفسّر ما أَبْهَم مَن لم يذكر ذلك؛ لأن الثقاة من رواة مالكُ والشافعيُّ قالوا فيه: إنه كبّر ثم أشار إليهم أن امكثوا، وقد ظن بعض شيوخنا أن في إشارته إليهم أن امكثوا، دليلًا على أنه بنى بهم إذا انصرف إليهم؛ لأنه لم يتكلم، وهذا جهلٌ وغلطٌ فاحشٌ، ولا يجوز عند أحد من العلماء أن يبني على ما صنع، وهو غير طاهر".
1 / 16