تنزيه القرآن عن المطاعن
تنزيه القرآن عن المطاعن
ژانرها
[فصل] وقوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به) يدل على ان العبد هو الفاعل والا لم يكن لهذا الامر معنى ولا للوعظ فائدة اذا كان تعالى هو الخالق لرد الامانة وللحكم وأي نفع في هذا الوعظ ان كان مراده تعالى ذلك وأي تأثير بهذا الوعظ حتى يصفه بهذا الوصف وحتى يمن تعالى على عباده بذلك وكذلك قوله تعالى من بعد (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) لا يصح الا اذا كان العبد هو المختار لفعله فيكون موافقا لما في الكتاب ولسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولطريقة العلماء. وقد اختلفوا في أولى الامر منكم فمنهم من قال الامراء ومنهم من قال العلماء وقوله من بعد (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) يدل على انهم الفاعلون لهذا الرد عند التنازع والا كان قوله (إن كنتم تؤمنون) لا يفيد اذا الفائدة في ذلك ان إيمانكم بالله يقتضي امتثال أمره بهذا الرد وصف تعالى بعد ذلك المنافقين بانهم يزعمون انهم آمنوا بالله والرسول ويريدون مع ذلك (أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) والمراد بذلك شيطان الانس أو الجن على ما تقدم ذكره ولذلك قال بعده (ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا).
[مسألة]
صفحه ۱۰۰