تنزيه القرآن عن المطاعن
تنزيه القرآن عن المطاعن
ژانرها
وجوابنا ان ذلك من قول صاحب موسى وكان نبيا فيجوز انه تعالى عرفه ذلك ويحتمل انه لما كان عارفا بأن الذي يفعله من خرق السفينة وقتل الغلام بالغ في التعجب منه مبلغا عظيما وان ذلك مما يتعذر الصبر عن معرفة علته (قال إنك لن تستطيع معي صبرا) لما قوي ذلك في ظنه ولذلك قال تعالى (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) وقول موسى صلى الله عليه وسلم (ستجدني إن شاء الله صابرا) يدل على قوة عزمه على الصبر ثم قال بعده (فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا) ويحتمل أن يكون المراد بقوله تعالى (إنك لن تستطيع معي صبرا) ان ذلك يثقل عليه فقد يقال إن فلانا لا يقدر على سماع كلام فلان وأراد أنه يثقل عليه.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) عند خرق السفينة وقتل الغلام أليس ذلك يدل على أن القدرة مع الفعل فنفي استطاعته عن الصبر لما لم يصبر. وجوابنا ان المراد ليس هو الاستطاعة التي هي القدرة بل المراد ثقل ذلك عليه لما رأى الامر العجيب ولم يعرف تأويله ووجه الحكمة فيه فلذلك قال تعالى (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا) فبين انه انما لم يستطع الصبر لأنه لم يعرف تأويله ولو عرفه كان يستطيع وهذه الاستطاعة هي بمعنى ما يثقل على المرء ويخفف.
[مسألة]
صفحه ۲۴۱