تنزيه القرآن عن المطاعن
تنزيه القرآن عن المطاعن
ژانرها
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (أولئك يعرضون على ربهم) أنه يدل على جواز المكان عليه لان العرض لا يصح الا على هذا الوجه. وجوابنا أنهم لما عرضوا في الموضع الذي جعله الله تعالى مكانا للعرض صح ذلك ومعنى قوله تعالى من بعد (ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) انهم من حيث لم يقبلوا ولم ينتفعوا بما سمعوا ورأوا كانوا في حكم ما لا يسمع ولا يبصر ولو أراد الحقيقة لما ذمهم من قبل بقوله (وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب).
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) أن ذلك على أنه تعالى يريد الضلال. وجوابنا أن مراد نوح عليه السلام عند مخاطبة قومه بذلك انه ان كان تعالى يريد حرمانهم وخيبتهم من الفوز بالثواب وانزال العقاب فنصحه لا ينفع وذلك احالة على المعلوم من حالهم أورده على وجه الزجر لهم.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق) أليس في ذلك دلالة على انه تعالى وعده تخليص ابنه مع القوم ثم لم يقع فكيف يصح ذلك. وجوابنا أنه تعالى قد كان وعد بنجاة أهله وأراد من آمن منهم وظن نوح أن ابنه منهم ولذلك قال تعالى بعده (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح).
[مسألة]
صفحه ۱۸۳