تنزيه القرآن عن المطاعن
تنزيه القرآن عن المطاعن
ژانرها
وجوابنا ان المراد ما منعك أن تسجد وهو كقوله (لئلا يعلم أهل الكتاب) والمراد لكي يعلموا وكقوله (يبين الله لكم أن تضلوا) والمراد أن لا تضلوا فاذا كان تعالى أمره بالسجود كما قال (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك) فقد نبه بقوله اذ أمرتك على أن المراد ما منعك أن تفعل ما أمرتك وذلك يدل على قدرة ابليس على السجود كما نقوله وان لم يفعله.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها) لما ذا خص ذلك المكان بأنه لا يتكبر فيه دون غيره والتكبر محرم في كل مكان. وجوابنا ان في الأماكن ما يكون له منزلة فنفس المقام فيه يكون كالتكبر. فلما جعل تعالى ذلك الموضع مقرا للانبياء جاز أن يقول ذلك لا أن التكبر يحسن في غيره ولذلك قال بعده (فاخرج إنك من الصاغرين).
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (قال أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين) كيف يصح وقد كفر ابليس أن يجيب دعاءه. وجوابنا ان فعل ما سأل العبد قد لا يكون اجابة متى فعل لا لمكان المسألة في أنظاره بل لأن في تبقيته مصلحة العباد ليتحرزوا من المعاصي ومصلحة له في التكليف.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (قال فبما أغويتني) كيف يصح من الله تعالى أن يفعل به أو بغيره ذلك وهو قبيح. وجوابنا أن المراد بما أحرمتني الثواب وخيبتني منه وليس المراد به الضلال بل المراد به الحرمان ولذلك قال بعده (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم) الآية ولا يليق ذلك الا بأن يقول اذا أحرمتني الثواب وخيبتني وقطعت رجائي لأفعلن كيت وكيت.
[مسألة]
صفحه ۱۴۴