تنزيه الأنبياء
تنزيه الأنبياء
عليه لما سمع الدعوى من أحد الخصمين أن يسأل الآخر عما عنده فيها ولا يقضي عليه قبل المسألة ومن أجاب بهذا الجواب قال إن الفزع من دخولهما عليه في غير وقت العادة أنساه التثبت والتحفظ وكل هذه الوجوه لا يجوز على الأنبياء (ع) لأن فيها ما هو معصية وقد بينا أن المعاصي لا تجوز عليهم وفيها ما هو منفر وإن لم يكن معصية مثل أن يخطب امرأة قد خطبها رجل من أصحابه فتقدم عليه وتزوجها ومثل التعريض بالنزول عن المرأة وهو لا يريد الحكم فأما الاشتغال عن النوافل فلا يجوز أن يقع عليه عتاب لأنه ليس بمعصية ولا هو أيضا منفر فأما من زعم أنه عرض أوريا للقتل وقدمه أمام التابوت عمدا حتى يقتل فقوله أوضح فسادا من أن يتشاغل برده
1 وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : لا أوتي برجل يزعم أن داود (ع) تزوج بامرأة أوريا إلا جلدته حدين حد النبوة وحد الإسلام
فأما أبو مسلم فإنه قال لا يمتنع أن يكون الداخلان على داود (ع) كانا خصمين من البشر وأن يكون ذكر النعاج محمولا على الحقيقة دون الكناية وإنما ارتاع منهما لدخولهما من غير إذن وعلى غير مجرى العادة قال وليس في ظاهر التلاوة ما يقتضي أن يكونا ملكين وهذا الجواب يستغني معه عما تأولنا به قولهما ودعوى أحدهما على صاحبه وذكر النعاج والله تعالى أعلم بالصواب
سليمان (ع)
مسألة فإن قيل فما معنى قوله تعالى ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق أوليس ظاهر هذه الآيات يدل على أن مشاهدة الخيل ألهاه وشغله عن ذكر ربه حتى روي أن الصلاة فاتته وقيل إنها
صفحه ۹۲