تنزيه الأنبياء
تنزيه الأنبياء
صغيرة ليس يخلو من أن يكون قتله متعمدا وهو مستحق للقتل أو قتله عمدا وهو غير مستحق أو قتله خطاء وهو مستحق أو غير مستحق والقسم الأول يقضي أن لا يكون معصية عاصيا والثاني لا يجوز مثله على النبي (ع) لأن قتل النفس عمدا بغير استحقاق لو جاز أن يكون صغيرة على بعض الوجوه جاز ذلك في الزنى وعظائم الذنوب فإن ذكروا في الزنى وما أشبهه التنفير فهو في القتل أعظم وإن كان قتله خطاء وهو مستحق أو غير مستحق ففعله خارج من باب القبح جملة فما الحاجة إلى ذكر الصغيرة مسألة فإن قيل كيف يجوز لموسى (ع) أن يقول لرجل من شيعته يستصرخه إنك لغوي مبين الجواب أن قوم موسى (ع) كانوا غلاظا جفاة ألا ترى إلى قولهم بعد مشاهدة الآيات لما رأوا من يعبد الأصنام اجعل لنا إلها كما لهم آلهة وإنما خرج موسى (ع) خائفا على نفسه من قوم فرعون بسبب قتل القبطي فرأى ذلك الرجل يخاصم رجلا من أصحاب فرعون فاستنصر موسى (ع) فقال له عندك ذلك إنك لغوي مبين وأراد أنك خائب في طلب ما لا تدركه وتكلف ما لا تطيقه ثم قصد إلى نصرته كما نصره بالأمس على الآخر فظن أنه يريده بالبطش لبعد فهمه فقال له أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين فعدل عن قتله وصار ذلك سببا لشياع خبر القبطي بالأمس مسألة فإن قيل فما معنى قول فرعون لموسى (ع) وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين وقوله (ع) فعلتها إذا وأنا من الضالين فكيف نسب (ع) الضلال إلى نفسه ولم يكن عندكم في وقت من الأوقات ضالا الجواب قلنا أما قوله وأنت من الكافرين فإنما أراد به من الكافرين لنعمتي وحق تربيتي فإن فرعون كان المربي لموسى (ع) إلى أن كبر وبلغ ألا ترى إلى
صفحه ۶۹