تنزيه نوح عليه السلام تنزيه نوح عما لا يليق به (مسألة فإن سأل سائل عن قوله تعالى: (ونادى نوح ربه فقال رب إن أبني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح أنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) (1) فقال: ظاهر قوله تعالى إنه ليس من أهلك، فيه تكذيب ، لقوله عليه السلام إن ابني من أهلي. وإذا كان النبي (ع) لا يجوز عليه الكذب فما الوجه في ذلك؟ قيل له في هذه الآية وجوه، كل واحد منها صحيح مطابق لأدلة العقل (2).
(أولها) أن نفيه لأن يكون من أهله لم يتناول فيه نفي النسب، وإنما نفى أن يكون من أهله الذين وعده الله تعالى بنجاتهم، لأنه عز وجل كان وعد نوحا عليه السلام بأن ينجي أهله في قوله: (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول) (3) فاستثنى من أهله من أراد إهلاكه بالغرق. ويدل على صحة هذا التأويل قول نوح عليه السلام: إن ابني من
صفحه ۳۵