تنزيه الأنبياء
تنزيه الأنبياء
فأما السبب في أنه (ع) لم يعد بعد قتل مسلم بن عقيل
فقد بينا وذكرنا أن الرواية وردت بأنه (ع) هم بذلك فمنع منه وحيل بينه وبينه.
فأما محاربة الكثير بالنفر القليل
فقد بينا أن الضرورة دعت إليها وأن الدين والحزم ما اقتضى في تلك الحال إلا ما فعله ولم يبذل ابن زياد اللعين من الأمان ما يوثق بمثله وإنما أراد إذلاله (ع) والنقص من قدره بالنزول تحت حكمه ثم يفضي الأمر بعد الذل إلى ما جرى من إتلاف النفس ولو أراد به (ع) الخير على وجه لا يلحقه فيه تبعه من الطاغية يزيد اللعين لكان قد مكنه من التوجه نحوه واستظهر عليه بمن ينفذه معه لكن الترات البدرية والأحقاد الوثنية ظهرت في هذه الأحوال وليس يمتنع أن يكون (ع) من تلك الأحوال مجوزا أن يفيء إليه قوم ممن بايعه وعاهده وقعد عنه ويحملهم ما يكون من صبره واستسلامه وقلة ناصره على الرجوع إلى الحق دينا أو حمية فقد فعل ذلك نفر منهم حتى قتلوا بين يديه شهداء ومثل هذا يطمع فيه ويتوقع في أحوال الشدة.
فأما الجمع بين فعله (ع) وفعل أخيه الحسن (ع)
فواضح صحيح لأن أخاه (ع) سلم كفا للفتنة وخوفا على نفسه وأهله وشيعته وإحساسا بالغدر من أصحابه وهذا لما قوي (ع) في ظنه النصرة ممن كاتبه توثق له ورأى من أسباب قوة نصار الحق وضعف نصار الباطل ما وجب عليه الطلب والخروج فلما انعكس ذلك وظهرت أمارات الغدر فيه وسوء الاتفاق رام الرجوع والمكافة والتسليم كما فعل أخوه (ع) فمنع ذلك وحيل بينه وبينه فالحالان متفقان لأن التسليم والمكافة
صفحه ۱۷۸