372

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

ناشر

دار الكتب العلمية

محل انتشار

لبنان

وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الصافات وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها مائَة وَإِحْدَى وَثَمَانُونَ وكلماتها ثَمَانمِائَة وَسِتُّونَ وحروفها ثَلَاثَة آلَاف وَثَمَانمِائَة وَتِسْعَة وَعِشْرُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَالصَّافَّات صَفَّا﴾ أقسم الله بِالْمَلَائِكَةِ الَّذين فِي السَّمَاء صُفُوفا كَصُفُوف الْمُؤمنِينَ فِي الصَّلَاة
﴿فالزاجرات زَجْرًا﴾ أقسم بِالْمَلَائِكَةِ الَّذين يزجرون السَّحَاب ويؤلفونه
﴿فالتاليات ذِكْرًا﴾ أقسم بِالْمَلَائِكَةِ قرأة الْكتاب وَيُقَال أقسم بقرأة الْقُرْآن
﴿إِنَّ إِلَهكُم لَوَاحِدٌ﴾ بِلَا ولد وَلَا شريك وَلِهَذَا كَانَ الْقسم إِن إِلَهكُم يَا أهل مَكَّة لوَاحِد بِلَا ولد وَلَا شريك
﴿رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ خَالق السَّمَوَات الأَرْض ﴿وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ من الْخَلَائق والعجائب ﴿وَرَبُّ الْمَشَارِق﴾ مَشَارِق الشتَاء والصيف
﴿إِنَّا زَيَّنَّا السمآء الدُّنْيَا﴾ الأولى ﴿بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب﴾ يَقُول زينت بالكواكب
﴿وَحِفْظًا﴾ يَقُول حفظت بالنجوم ﴿مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ﴾ متمرد شَدِيد
﴿لاَّ يَسَّمَّعُونَ﴾ لكَي لَا يسمعوا ﴿إِلَى الملإ الْأَعْلَى﴾ إِلَى كَلَام الْمَلَائِكَة يَعْنِي الْحفظَة فِيمَا يكون بَينهم ﴿وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ﴾ يرْمونَ من كل نَاحيَة يصعدون إِلَيْهَا
﴿دُحُورًا﴾ يدحرون عَن السَّمَاء واستماع كَلَام الْمَلَائِكَة ﴿وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ﴾ دَائِم بالنجوم وَيُقَال فِي النَّار
﴿إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطفَة﴾ إِلَّا من اختلس خلسة واستمع استماعًا إِلَى كَلَام الْمَلَائِكَة ﴿فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ﴾ يلْحقهُ نجم مضيء يحرقه
﴿فاستفتهم﴾ سل أهل مَكَّة ﴿أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا﴾ بعثًا ﴿أَم مَّنْ خَلَقْنَآ﴾ قبلهم من الْمَلَائِكَة وَسَائِر الْخلق ﴿إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ﴾ من آدم وآدَم من طين ﴿لاَّزِبٍ﴾ لاصق
﴿بَلْ عَجِبْتَ﴾ يَا مُحَمَّد من تكذيبهم إياك ﴿وَيَسْخَرُونَ﴾ بك وبكتابك
﴿وَإِذَا ذُكِّرُواْ﴾ وعظوا بِالْقُرْآنِ ﴿لاَ يَذْكُرُونَ﴾ لَا يتعظون
﴿وَإِذَا رَأَوْاْ﴾ أهل مَكَّة ﴿آيَةً﴾ عَلامَة مثل انْشِقَاق الْقَمَر وكسوف الشَّمْس ﴿يستسخرون﴾ يهزءون بهَا
﴿وَقَالُوا إِن هَذَا﴾ مَا هَذَا الذى أَتَانَا بِهِ مُحَمَّد ﷺ ﴿إِلَّا سحر مُبين﴾ كذب بَين
﴿أئذا متْنا وَكُنَّا﴾ صرنا ﴿تُرَابا وعظاما﴾ بالية ﴿أئنا لَمَبْعُوثُونَ﴾ لمحيون بعد الْمَوْت قل لَهُم يَا مُحَمَّد نعم
قَالُوا ﴿أَوَ آبَآؤُنَا الْأَولونَ﴾ الأقدمون مثلنَا
﴿قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ﴾ وهم ﴿دَاخِرُونَ﴾ صاغرون ذليلون
﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ نفخة وَاحِدَة وَهِي نفخة الْبَعْث ﴿فَإِذَا هُمْ﴾ قيام من الْقُبُور ﴿يَنظُرُونَ﴾ مَاذَا يؤمرون بِهِ
﴿وَقَالُوا﴾ إِذا قَامُوا من الْقُبُور ﴿يَا ويلنا هَذَا يَوْمُ الدّين﴾ يَوْم الْحساب فَتَقول لَهُم الْمَلَائِكَة
﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْل﴾ يَوْم الْقَضَاء بَيْنكُم وَبَين الْمُؤمنِينَ ﴿الَّذِي كُنتُمْ بِهِ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿تُكَذِّبُونَ﴾ أَنه لَا يكون فَيَقُول الله للْمَلَائكَة
﴿احشروا الَّذين ظَلَمُواْ﴾

1 / 374