271

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

ناشر

دار الكتب العلمية

محل انتشار

لبنان

على آلِهَتنَا
﴿قَالُواْ سَمِعْنَا﴾ قَالَ رجل مِنْهُم سَمِعت ﴿فَتىً يَذْكُرُهُمْ﴾ بِالْكَسْرِ ويعيبهم ﴿يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾
﴿قَالُواْ﴾ قَالَ لَهُم نمروذ ﴿فَأْتُواْ بِهِ على أَعْيُنِ النَّاس﴾ بمنظر النَّاس ﴿لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ﴾ على فعله وَيُقَال على قَوْله وَيُقَال على عُقُوبَته
﴿قَالُوا﴾ قَالَ لَهُ نمروذ ﴿أَأَنْت فعلت هَذَا﴾ الْكسر ﴿بآلهتنا يَا إِبْرَاهِيم﴾
﴿قَالَ﴾ إِبْرَاهِيم ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ الَّذِي الفأس على عُنُقه ﴿فاسألوهم إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ﴾ يَتَكَلَّمُونَ حَتَّى يُخْبِرُوكُمْ من كسرهم
﴿فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ﴾ بالملامة ﴿فَقَالُوا﴾ فَقَالَ لَهُم ملكهم نمروذ ﴿إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ﴾ لإِبْرَاهِيم
﴿ثمَّ نكسوا على رؤوسهم﴾ رجعُوا إِلَى قَوْلهم الأول وَقَالَ نمروذ ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ﴾ يَا إِبْرَاهِيم ﴿مَا هَؤُلَاءِ يَنطِقُونَ﴾ يَعْنِي الْأَصْنَام فَمن ذَلِك كسرتهم
﴿قَالَ﴾ ابراهيم ﴿أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئًا﴾ إِن عبدتموه ﴿وَلاَ يَضُرُّكُمْ﴾ إِن تَرَكْتُمُوهُ
﴿أُفٍّ لكم﴾ قذرا لكم وَيُقَال تبالكم ﴿وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ أفليس لكم ذهن الإنسانية أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يعبد مَالا يضر وَلَا ينفع
﴿قَالُواْ﴾ قَالَ لَهُم ملكهم نمروذ ﴿حَرِّقُوهُ﴾ بالنَّار ﴿وانصروا آلِهَتَكُمْ﴾ انتقموا لآلهتكم ﴿إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾ بِهِ شَيْئا فطرحوه فِي النَّار
﴿قُلْنَا يَا نَار كُونِي بَرْدًا﴾ بَارِدَة من حرك ﴿وَسلَامًا﴾ سليمَة من الْبرد ﴿على إِبْرَاهِيمَ﴾ وَلَو لم يقل سَلاما لأحرقه الْبرد
﴿وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا﴾ حرقًا ﴿فَجَعَلْنَاهُمُ الأخسرين﴾ الأسفلين
﴿وَنَجَّيْنَاهُ﴾ من النَّار ﴿وَلُوطًا﴾ نجينا لوطا من الْخَسْف وبلغناهما ﴿إِلَى الأَرْض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ بِالْمَاءِ وَالشَّجر ﴿لِلْعَالَمِينَ﴾ وَهِي الْمُقَدّس وفلسطين والأردن
﴿وَوَهَبْنَا لَهُ﴾ لإِبْرَاهِيم ﴿إِسْحَاق﴾ ولدا ﴿وَيَعْقُوب﴾ ولد الْوَلَد ﴿نَافِلَةً﴾ فَضِيلَة على الْوَلَد ﴿وَكُلًاّ﴾ يَعْنِي إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب وَأَوْلَادهمْ ﴿جَعَلْنَا صَالِحِينَ﴾ فِي دينهم مرسلين
﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً﴾ قادة فِي الْخَيْر ﴿يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ يدعونَ الْخلق إِلَى أمرنَا ﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخيرَات﴾ الْعَمَل بالطاعات وَيُقَال الدُّعَاء إِلَى لَا إِلَه إِلَّا الله ﴿وَإِقَامَ الصَّلَاة﴾ إتْمَام الصَّلَاة ﴿وَإِيتَآءَ الزَّكَاة﴾ إِعْطَاء الزَّكَاة ﴿وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِينَ﴾ مُطِيعِينَ
﴿وَلُوطًا﴾ أَيْضا ﴿آتَيْنَاهُ حُكْمًا﴾ أعطيناه فهما ﴿وَعِلْمًا﴾ نبوة ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقرْيَة﴾ من أهل قَرْيَة سدوم ﴿الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ﴾ أَهلهَا ﴿الْخَبَائِث﴾ يَعْنِي اللواطة ﴿إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ﴾ سوء فِي كفرهم ﴿فَاسِقِينَ﴾ باللواطة
﴿وَأَدْخَلْنَاهُ﴾ ندخله فِي الْآخِرَة ﴿فِي رَحْمَتِنَآ﴾ فِي جنتنا وَيُقَال أكرمناه فِي الدُّنْيَا بِالنُّبُوَّةِ

1 / 273