256

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

ناشر

دار الكتب العلمية

محل انتشار

لبنان

ننزل ﴿مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴾ من الْكفْر والشرك وَيُقَال مُطيعًا لرَبه
﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ﴾ من السَّمَاء ﴿إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ يَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل ذَلِك حِين حبس الله عَنهُ الْوَحْي فِيمَا سَأَلته قُرَيْش عَن الرّوح وَذي القرنين وَأَصْحَاب الْكَهْف ﴿لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا﴾ من أَمر الْآخِرَة ﴿وَمَا خَلْفَنَا﴾ من أَمر الدُّنْيَا ﴿وَمَا بَيْنَ ذَلِك﴾ مَا بَين النفختين ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ لم ينْسك رَبك مُنْذُ أُوحِي إِلَيْك
﴿رب﴾ خَالق ﴿السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا﴾ من الْخلق والعجائب هُوَ الله ﴿فاعبده﴾ فأطعه ﴿واصطبر لِعِبَادَتِهِ﴾ اصبر على عِبَادَته ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ أحدا يُسمى الله
﴿وَيَقُولُ الْإِنْسَان﴾ أبي بن خلف الجُمَحِي بانكار الْبَعْث ﴿أئذا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا﴾ من الْقَبْر بعد الْمَوْت هَذَا مَالا يكون
﴿أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ﴾ أَو لَا يتعظ أبي بن خلف الجُمَحِي ﴿أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ﴾ من قبل هَذَا من نُطْفَة مُنْتِنَة ﴿وَلَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ فَإِنِّي قَادر على أَن أحييه
﴿فَوَرَبِّكَ﴾ أقسم بِنَفسِهِ ﴿لَنَحْشُرَنَّهُمْ﴾ يَوْم الْقِيَامَة يَعْنِي أَبَيَا وَأَصْحَابه ﴿وَالشَّيَاطِين ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ﴾ لنجمعنهم ﴿حَوْلَ جَهَنَّمَ﴾ وسط جَهَنَّم ﴿جِثِيًّا﴾ جَمِيعًا
﴿ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ﴾ لَنخْرجَنَّ ﴿مِن كُلِّ شِيعَةٍ﴾ من كل أهل دين ﴿أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَن عِتِيًّا﴾ جرْأَة بِالْقُرْآنِ
﴿ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بالذين هُمْ أولى بِهَا﴾ أَحَق بهَا ﴿صِلِيًّا﴾ دُخُولا
﴿وَإِن مِّنكُمْ﴾ وَمَا مِنْكُم من أحد ﴿إِلاَّ وَارِدُهَا﴾ داخلها يَعْنِي النَّار غير النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ ﴿كَانَ على رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا﴾ قَضَاء كَائِنا وَاجِبا أَن يكون
﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذين اتَّقوا﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش ﴿وَّنَذَرُ﴾ نَتْرُك ﴿الظَّالِمين﴾ الْمُشْركين ﴿فِيهَا﴾ فِي جَهَنَّم ﴿جِثِيًّا﴾ جَمِيعًا دَائِما
﴿وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ﴾ تقْرَأ عَلَيْهِم على النَّضر وَأَصْحَابه ﴿آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ﴾ بِالْأَمر وَالنَّهْي ﴿قَالَ الَّذين كفرُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن والبعث يَعْنِي النَّضر وَأَصْحَابه ﴿لِلَّذِينَ آمنُوا﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن يَعْنِي أَبَا بكر وَأَصْحَابه ﴿أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ﴾ أهل دينين منا ومنكم ﴿خَيْرٌ مَّقَامًا﴾ منزلا ﴿وَأَحْسَنُ نَدِيًّا﴾ مَجْلِسا
﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ﴾ قبل قُرَيْش ﴿مِّن قَرْنٍ﴾ من أُمَم خَالِيَة ﴿هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا﴾ أَكثر أَمْوَالًا وأولادا ﴿ورئيا﴾ أحسن منْظرًا
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿مَن كَانَ فِي الضَّلَالَة﴾ فِي الْكفْر والشرك ﴿فَلْيَمْدُدْ﴾ فليزدد ﴿لَهُ الرَّحْمَن مَدًّا﴾ زِيَادَة فِي المَال وَالْولد فانظرهم يَا مُحَمَّد ﴿حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ﴾ من الْعَذَاب ﴿إِمَّا الْعَذَاب﴾ يَوْم بدر بِالسَّيْفِ ﴿وَإِمَّا السَّاعَة﴾ وَإِمَّا عَذَاب يَوْم الْقِيَامَة بالنَّار ﴿فَسَيَعْلَمُونَ﴾ وَهَذَا وَعِيد لَهُم ﴿مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا﴾ منزلا فِي الْآخِرَة وضيقًا فِي الدُّنْيَا ﴿وَأَضْعَفُ جُندًا﴾ أَهْون ناضرًا
﴿وَيَزِيدُ الله الَّذين اهتدوا﴾ بِالْإِيمَان ﴿هُدًى﴾ بالشرائع وَيُقَال وَيزِيد الله الَّذين اهتدوا بالناسخ هدى بالمنسوخ ﴿والباقيات الصَّالِحَات﴾ والصلوات الْخمس ﴿خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا﴾ خير مَا يثيب الله بِهِ الْعباد الصَّلَوَات

1 / 258