تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
ناشر
دار الكتب العلمية
محل انتشار
لبنان
﴿فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرجفة﴾ الزلزلة بِالْهَلَاكِ يَعْنِي الْمَوْت ﴿قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِّن قَبْلُ﴾ من قبل هَذَا الْيَوْم ﴿وَإِيَّايَ﴾ بقتلي القبطي ﴿أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السفهآء﴾ الْجُهَّال ﴿مِنَّآ﴾ بِعبَادة الْعجل ظن مُوسَى أَنما أهلكهم بِعبَادة قَومهمْ الْعجل ﴿إِنْ هِيَ﴾ مَا هِيَ ﴿إِلاَّ فِتْنَتُكَ﴾ بليتك ﴿تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ﴾ من الْفِتْنَة ﴿أَنتَ وَلِيُّنَا﴾ أولى بِنَا ﴿فَاغْفِر لَنَا وارحمنا﴾ وَلَا تعذبنا ﴿وَأَنتَ خَيْرُ الغافرين﴾ المتجاوزين
﴿واكتب لَنَا﴾ أوجب لنا ﴿فِي هَذِه الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾ الْعلم وَالْعِبَادَة والعصمة من الذُّنُوب ﴿وَفِي الْآخِرَة﴾ حَسَنَة الْجنَّة وَنَعِيمهَا ﴿إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ﴾ تبنا إِلَيْك وَيُقَال أَقبلنَا إِلَيْك ﴿قَالَ﴾ الله ﴿عَذَابي أُصِيبُ بِهِ﴾ أخص بِهِ ﴿مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ من الْبر والفاجر فتطاول لَهَا إِبْلِيس فَقَالَ أَنا من الْأَشْيَاء فَأخْرجهُ الله مِنْهَا فَقَالَ ﴿فسأكتبها﴾ سأوجبها ﴿لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة﴾ يُعْطون زَكَاة أَمْوَالهم ﴿وَالَّذين هُم بِآيَاتِنَا﴾ بكتابنا ورسولنا ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ فتطاول لَهَا أهل الْكتاب فَقَالُوا نَحن أهل التَّقْوَى وَالْكتاب فَأخْرجهُمْ الله مِنْهَا
وَبَين لمن الرَّحْمَة فَقَالَ ﴿الَّذين يَتَّبِعُونَ الرَّسُول﴾ ﴿النَّبِي الْأُمِّي﴾ يَعْنِي مُحَمَّدًا ﷺ ﴿الَّذِي يَجِدُونَهُ﴾ بنعته وَصفته ﴿مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَالْإِحْسَان ﴿وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكر﴾ عَن الْكفْر أَو الْإِسَاءَة ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَات﴾ يبين لَهُم تَحْلِيل مَا فِي الْكتاب من لُحُوم الْإِبِل وَأَلْبَانهَا وشحوم الْبَقر وَالْغنم وَغَيرهَا ﴿وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبآئث﴾ يبين لَهُم تَحْرِيم مَا فِي الْكتاب من الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير وَغير ذَلِك ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ﴾ عهودهم الَّتِي كَانَ يحرم عَلَيْهِم بنقضها الطَّيِّبَات ﴿والأغلال﴾ الشدائد ﴿الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ من قطع الثِّيَاب وَغَيرهَا ﴿فَالَّذِينَ آمنُوا بِهِ﴾ بِمُحَمد ﷺ يَعْنِي عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه ﴿وَعَزَّرُوهُ﴾ أعانوه ﴿وَنَصَرُوهُ﴾ بِالسَّيْفِ ﴿وَاتبعُوا النُّور﴾ الْقُرْآن ﴿الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ﴾ أنزل جِبْرِيل بِهِ عَلَيْهِ أحلُّوا حَلَاله وحرموا حرَامه ﴿أُولَئِكَ هُمُ المفلحون﴾ الناجون من السخط وَالْعَذَاب
﴿قل﴾ يَا مُحَمَّد ﴿يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ كَافَّة ﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ﴾ خَزَائِن ﴿السَّمَاوَات وَالْأَرْض لَا إِلَه﴾ لَا رَازِق ﴿إِلاَّ هُوَ يُحْيِي﴾ للبعث ﴿وَيُمِيتُ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿فَآمِنُواْ بِاللَّه وَرَسُولِهِ النَّبِي الْأُمِّي الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّه﴾ الَّذِي هُوَ يُؤمن بِاللَّه ﴿وَكَلِمَاتِهِ﴾ بكتابه الْقُرْآن وَإِن قَرَأت وكلمته يَقُول وبعيسى أَنه صَار بِكَلِمَة من الله مخلوقًا يَعْنِي كن فَكَانَ ﴿واتبعوه﴾ اتبعُوا دين مُحَمَّد ﷺ ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ لكَي تهتدوا من الضَّلَالَة بِالْإِيمَان
﴿وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ﴾ جمَاعَة ﴿يَهْدُونَ﴾ يأمرون ﴿بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ وبالحق يعْملُونَ وهم الَّذين وَرَاء نهر الرمل
﴿وَقَطَّعْنَاهُمُ﴾ فرقناهم ﴿اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا﴾ سبطًا سبطًا تِسْعَة أَسْبَاط وَنصف سبط من قبل الْمشرق عِنْد مطلع الشَّمْس خلف الصين على نهر رمل يُسمى أردن وسبطين وَنصفا فِي جَمِيع الْعَالم
1 / 139