182

تنویر الغبش فی فضل السودان والحبش

تنوير الغبش في فضل السودان والحبش

پژوهشگر

مرزوق علي إبراهيم

ناشر

دار الشريف

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

محل انتشار

الرياض / السعودية

المَاء، فَلم أدر أَيْن ذهب، فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الثَّانِيَة صليت الْعشَاء فِي مَسْجِد رَسُول الله ﷺ َ - وَجئْت إِلَى ساريتي فتوسدت إِلَيْهَا، وَجَاء فَقَامَ فتوشح بكسائه وَألقى الكساء الآخر الَّذِي كَانَ على ظَهره فِي رجلَيْهِ وَقَامَ يُصَلِّي، فَلم يزل قَائِما حَتَّى إِذا خشِي الصُّبْح، سجد، ثمَّ أوتر، ثمَّ صلى رَكْعَتي الْفجْر، وأقيمت الصَّلَاة، فَدخل مَعَ النَّاس فِي الصَّلَاة فَدخلت مَعَه، فَلَمَّا سلم الإِمَام خرج من الْمَسْجِد، وَخرجت خَلفه، فَجعل يمشي، وَأتبعهُ حَتَّى دخل دَارا قد عرفتها من دور الْمَدِينَة، وَرجعت إِلَى الْمَسْجِد، فَلَمَّا طلعت الشَّمْس وَصليت خرجت حَتَّى أتيت الدَّار فَإِذا أَنا بِهِ قَاعد يخرز، وَإِذا هُوَ أسكاف، فَلَمَّا رَآنِي عرفني وَقَالَ: أَبَا عبد اللَّهِ، مرْحَبًا، لَك حَاجَة؟ تُرِيدُ أَن أَن أعمل لَك خفا؟ فَجَلَست فَقلت: أَلَسْت صَاحِبي بارحة الأولى؟ فاسود وَجهه وَصَاح وَقَالَ: يَا ابْن الْمُنْكَدر، مَا أَنْت وَذَاكَ، وَغَضب فَفَزِعت وَالله مِنْهُ، وَقلت: أخرج من عِنْده الْآن. فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة صليت الْعشَاء الْآخِرَة فِي مَسْجِد رَسُول اللَّهِ ﷺ َ -، ثمَّ أتيت ساريتي فتساندت إِلَيْهَا فَلم يَجِيء. قَالَ: قلت: إِنَّا لله، مَا صنعت؟ فَقَالَ: فَلَمَّا أَصبَحت جَلَست فِي الْمَسْجِد حَتَّى طلعت الشَّمْس، ثمَّ خرجت حَتَّى أتيت الدَّار الَّتِي كَانَ فِيهَا فَإِذا بَاب الدَّار مَفْتُوح وَإِذا لَيْسَ فِي الْبَيْت شَيْء، فَقَالَ لي أهل الدَّار: يَا أَبَا عبد اللَّهِ، مَا كَانَ بَيْنك وَبَين هَذَا أمس؟ قلت: مَا لَهُ؟ قَالُوا: لما خرجت من عِنْده أمس بسط كساءه فِي وسط الْبَيْت، ثمَّ لم يدع فِي بَيته جلدا وَلَا قالبا إِلَّا وَضعه فِي كسائه، ثمَّ حمله، فَلم ندر أَيْن ذهب؟ قَالَ ابْن الْمُنْكَدر: فَمَا تركت فِي الْمَدِينَة دَارا أعلمها إِلَّا وَقد طلبته فِيهَا فَلم أَجِدهُ.

1 / 209