بالسيف، وقد كتب عليه كتاب كذا وكذا، فكان هذا يُقرأ مادام متصافًا [متصلا] فإذا نشر وتباينت الأوراق صارت الكتاب كالنقطة والعلامة في حروف الورق فهذا الذي أردته.
وأما قولهم: صحف فلان ما رواه، وجاء بالمصحّف؛ فقد أجاب أهل المعاني في معناه، فقالوا: أما معنى قولهم (التصحيف) فهو أن يقرأ الشيء بخلاف ما أراد كاتبه وعلى غير ما اصطلح عليه في تسميته، وأما لفظ (التصحيف) فإن أصله فيما زعموا أن قومًا أخذوا العلم عن الصُحف من غير أن لقوا فيه العلماء فكان يقع فيما يروونه التغيير فيقال عندها (قد صحفوا فيه) أي رووه عن الصحف، ومصدره التصحيف ومفعوله مصحّف.
فأما المُصحف فمأخوذ من قولهم (أصحف إصحافًا) وأصله أن الصحف جمعت فيه فقيل: قد أصحف، ولو مسمى التصحيف تغييرًا أو تبديلًا جاز. وقال أبو فواس في تقريظ أستاذه خلف الأحمر:
لا يهم الحاء في القراءة بالخا ... ء ولا يكون إسناده عن الصُّحف
1 / 26
الباب الأول: في تصحيفات العلماء في شعر القدماء وعددهم خمسة وعشرون
الباب الثاني: في ذكر ما أثاره العلماء من الهو والزلل على الشعراء
الباب الثالث: في ذكر أبيات رويت مصحفة تصحيفا في اللغة ثم خرج لها العلماء تفاسير مختلفة
الباب الرابع: في ذكر اختلافات من القرآن احتمل هجاؤها لفظين فمن أجل أنه قرئ بهما صارتا قراءتين
الباب الخامس: في ذكر التصحيف نثرا المستعمل عمدا لا سهوا