* * * وفي " ص ١٤٣ س ٩ " وانشد أبو علي ﵀:
يا دَارَ سَلْمَى بين ذاتِ العُوجْ ... جَرَّت عليها كلُّ رِيحٍ سَيْهُوجْ
قد أخلّ أبو علي ﵀ بالوزن واللفظ؛ أما الوزن فإن إقامته بأن تنشده: " بين دارات العوج " جمع دارة؛ وكذلك صحَّة لفظه، لأن ذات العوج لا يعرف موضعا؛ وإنما هو دارات العوج أو دارة العوج؛ قال الراجز:
بدَارَةِ العُوجِ لسَلْمَى مَرْبَعُ ... يَكْنُفُه من جانِبَيْه لَعْلَعُ
وبعد قوله:
جَرَّتْ عليها كلُّ رِيح سَيْهُوجْ
هَوْجَاءَ جاءتْ من بلاد يأجوجْ ... مِن عن يمين الخطّ أو سَمَاهِيجْ
* * * وفي " ص ١٤٩ س ١ " وأنشد أبو علي ﵀:
لها شَعَرٌ داجٍ وجِيدٌ مُقَلَّصٌ ... وجِسْمٌ خُدارِيٌّ وضَرْعٌ مُجَالِحُ
هذه رواية محالة لا وجه لها؛ وإنما هو: " وجسم زخاري " وهو الكثير اللحم والشحم، من قولهم: زخر البحر إذا ارتفعت أمواجه وتكاثفت، ولا يقال: جسم خداري؛ وإنما الخداري من صفة الألوان؛ فلو قال: ولون خداري، لكان وجهًا؛ على أنه ليس مدحًا. وهذا الشعر لجبيهاء الأشجعي، يقوله في عنز كان منحها رجلًا من بني تميم من أشجع قومه. والعنز تسمى صعدةً؛ وهي أبيات كثيرة يمدح العنز المذكورة. وأولها: