تمهید تاريخ فلسفه اسلامی
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
ژانرها
والطريق الرابع:
طريق أهل العلم والإيمان الذين عقلوا عن الله أمره ودينه، وعرفوا مراده بما أمرهم ونهاهم عنه، وهي أن نفس معرفة الله ومحبته، وطاعته والتقرب إليه، وابتغاء الوسيلة إليه أمر مقصود لذاته، وأن الله - سبحانه - يستحقه لذاته، وهو - سبحانه - المحبوب لذاته، الذي لا تصلح العبادة والمحبة والذل والخضوع والتأله إلا له؛ فهو يستحق ذلك لأنه أهل أن يعبد، ولو لم يخلق جنة ولا نارا، ولو لم يضع ثوابا ولا عقابا، كما جاء في بعض الآثار: «لو لم أخلق جنة ولا نارا، أما كنت أهلا أن أعبد؟» فهو - سبحانه - يستحق غاية الحب والطاعة والثناء والمجد والتعظيم لذاته، ولما له من أوصاف الكمال ونعوت الجلال .
وحبه والرضا به، ومنه، والذل له، والخضوع، والتعبد، هو غاية سعادة النفس وكمالها.»
34 •••
بينا سبيل الباحثين الغربيين في دراسة تاريخ الفلسفة الإسلامية منذ استقرت النهضة الحديثة لتاريخ الفلسفة إلى أيامنا هذه، وهؤلاء الباحثون يعرضون للفلسفة الإسلامية في مصنفاتهم في التاريخ العام للفلسفة، كما صنع تنمان وبرهيه، أو في مصنفاتهم في تاريخ الفلسفة في القرون الوسطى كما فعل وولف، وقد أخذ المستشرقون يعرضون لدراسات خاصة بتاريخ الفلسفة الإسلامية مثل رنان في كتابه «ابن رشد ومذهبه»، ودي بور في كتابه «تاريخ الفلسفة في الإسلام».
35
وقد صورنا أيضا منازع المؤلفين المسلمين في الكلام على الفلسفة الإسلامية تلقفنا ذلك من كتبهم في الموضوعات المتفرقة، فإن تاريخ الفلسفة بالمعنى الحديث لم يوجد في الإسلام، والذي عرفه المسلمون من دراسة تاريخ الفلسفة هو كتب الطبقات والتراجم، وقد ذكر صاحب كتاب «كشف الظنون» مما يدخل في هذا الباب الكتب الآتية: (1) «تاريخ حكماء» للإمام محمد عبد الكريم الشهرستاني المتوفى سنة 548ه/1153-1154م. (2) «صوان الحكمة»
36
لأبي جعفر بن بويه ملك سجستان، ذكره الشهرزوري في تاريخ الحكماء. (3) «صوان الحكم في طبقات الحكماء» للقاضي أبي القاسم صاعد بن أحمد القرطبي، وقد ذكر في «كشف الظنون» في موضع آخر باسم «طبقات الحكماء» المسمى «بصوان الحكمة». وفي موضع ثالث باسم «تاريخ الحكماء» لصاعد و«تاريخ صوان الحكمة». (4)
كتاب للأمير محمد الشهير بالسناني مات سنة 548ه/1153-1154م، والظاهر أن اسمه «طبقات الحكماء»، ويسمى «صوان الحكمة»، كما يشعر به كلام «كشف الظنون». (5) «طبقات الحكماء وأصحاب النجوم والأطباء» للوزير علي بن يوسف القفطي المتوفى سنة 646ه/1248-1249م واختصره ابن أبي حمزة وعبد الله بن سعد الأزدي.
صفحه نامشخص