تمهید تاريخ فلسفه اسلامی
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
ژانرها
من شاهق عال إلى خفض
أي: جعلني أقارب من كنت أباعده، وأقبل على من كنت أعرض عنه؛ ومن ذلك أيضا قوله تعالى:
الله نور السموات والأرض ، توهم المجسمة أن الله نور، وإنما المعنى هادي السموات والأرض، والعرب تسمي كل ما جلا الشبهات وأزال الالتباس وأوضح الحق، نورا. قال الله تعالى:
وأنزلنا إليكم نورا مبينا
يعني القرآن، ثم قال المؤلف: ولو منحت المجسمة طرفا من التوفيق، وتأملت الآية بعين التحقيق، لوجدت فيها ما يبطل دعواهم بدون تكلف تأويل، ومن غير طلب دليل؛ لأن الله - تعالى - قال بعقب هذه الآية:
ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم .
أما النوع الثاني: نوع الحقيقة والمجاز العارضين في اللفظة من قبل أحوالها، فمثاله قوله تعالى:
فإذا عزم الأمر ، والأمر لا يعزم وإنما يعزم عليه، ونحو قوله تعالى:
بل مكر الليل والنهار ، أي: مكركم في الليل والنهار، ويقول العرب: نهارك صائم، وليلك قائم.
وأما النوع الثالث: أي: المجاز والحقيقة العارضان من طريق التركيب وبناء بعض الألفاظ على بعض، فنحو الأمر يرد بصيغة الخبر، والخبر يرد بصيغة الأمر، والإيجاب يرد بصيغة النفي، والنفي يرد بصيغة الإيجاب، والواجب يرد بصيغة الممكن أو الممتنع، والممكن والممتنع يردان بصيغة الواجب، والمدح يرد بصيغة الذم، والذم يرد بصيغة المدح، والتقليل يرد بصيغة التكثير، والتكثير يرد بصيغة التقليل، ونحو ذلك من أساليب الكلام التي لا يقف عليها إلا من تحقق بعلم اللسان.
صفحه نامشخص