227

تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

ویرایشگر

عماد الدين أحمد حيدر

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

محل انتشار

لبنان

وَمِمَّا ينفر عَنهُ الْخَواص والعوام
مَسْأَلَة
فَإِن قَالَ مِنْهُم قَائِل فَمَا الدَّلِيل على صِحَة مَا تذهبون إِلَيْهِ من أَن الصّفة معنى لَا يُقَال هُوَ الْوَصْف الَّذِي هُوَ القَوْل
قيل لَهُ يدل على ذَلِك أُمُور من جِهَة وضع اللُّغَة ودلالات الْعُقُول أَيْضا
فَأَما مَا يدل على ذَلِك من جِهَة اللُّغَة فَهُوَ أَن أهل اللُّغَة قد قَالُوا إِن الصّفة الَّتِي هِيَ النَّعْت على ضروب
فَمِنْهَا خلقَة لَازِمَة كَقَوْلِك أسود وأبيض وطويل وقصير وعاقل وظريف وَمَا جرى مجْرى ذَلِك
وَمِنْهَا حِرْفَة وصناعة كَقَوْلِك كَاتب وَبَان وحداد وبزاز وَمَا جرى مجْرى ذَلِك
وَمِنْهَا صفة بِالدّينِ كَقَوْلِك مُؤمن وَكَافِر وَنَحْو ذَلِك
وَمِنْهَا صفة هِيَ نسب كَقَوْلِك عَرَبِيّ وعجمي وقرشي وهاشمي وَمَا جرى مجْرى ذَلِك
وَلَا خلاف بَينهم فِي أَن النعوت هِيَ الصِّفَات التابعة للأسماء
وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك وَكَانُوا قد وقفونا على أَن الصّفة تكون دينا وَتَكون نسبا وَتَكون خلقَة لَازِمَة وَتَكون حِرْفَة وصناعة وَجب أَن تكون الصِّفَات عِنْدهم هِيَ هَذِه الْمعَانِي وَالْأَفْعَال الَّتِي اشْتقت هَذِه الْأَسْمَاء مِنْهَا
لِأَن قَوْلنَا فِي زيد إِنَّه أسود وأبيض لَيْسَ بخلقة لَهُ لَا لَازِمَة وَلَا غير لَازِمَة
وَكَذَلِكَ قَوْلنَا بزاز ونجار لَيْسَ بحرفة وَلَا صناعَة
وَكَذَلِكَ قَوْلنَا قرشي وهاشمي لَيْسَ بِنسَب للموصوف
وَأهل اللُّغَة قد وقفونا على أَن النعوت وَالصِّفَات هِيَ الْخلق والحرف والأديان والأنساب
فَوَجَبَ أَن يكون

1 / 249