13

تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

ویرایشگر

عماد الدين أحمد حيدر

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

محل انتشار

لبنان

اللُّغَة شَيْء إِثْبَات وَقَوْلهمْ لَيْسَ بِشَيْء نفي يبين ذَلِك أَن الْقَائِل يَقُول مَا أخذت من زيد شَيْئا وَلَا سَمِعت مِنْهُ شَيْئا وَلَا رَأَيْت شَيْئا نفي للمذكور وَقَوْلهمْ أخذت شَيْئا وَسمعت شَيْئا وَرَأَيْت شَيْئا إِثْبَات للمذكور وَرُجُوع إِلَى كَائِن مَوْجُود فَوَجَبَ أَن يكون كل مَوْجُود شَيْئا وكل شَيْء مَوْجُودا
والمعدوم مُنْتَفٍ لَيْسَ بِشَيْء فَمِنْهُ مَعْلُوم مَعْدُوم لم يُوجد قطّ يَصح أَن يُوجد وَهُوَ الْمحَال الْمُمْتَنع الَّذِي لَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ القَوْل المتناقض نَحْو اجْتِمَاع الضدين وَكَون الْجِسْم فِي مكانين وَمَا جرى مجْرى ذَلِك مِمَّا لم يُوجد قطّ وَلَا يُوجد أبدا وَمِنْه مَعْدُوم لم يُوجد قطّ وَلَا يُوجد أبدا وَهُوَ مِمَّا يَصح وَيُمكن أَن يُوجد نَحْو مَا علم الله أَنه لَا يكون من مقدوراته وَأخْبر أَنه لَا يكون من نَحْو رده أهل الْمعَاد إِلَى الدُّنْيَا وَخلق مثل الْعَالم وأمثال ذَلِك مِمَّا علم وَأخْبر أَنه لَا يَفْعَله وَإِن كَانَ مِمَّا يَصح فعله لَهُ وَمَعْلُوم مَعْدُوم فِي وقتنا هَذَا وسيوجد فِيمَا بعد نَحْو الْحَشْر والنشر وَالْجَزَاء وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب وَقيام السَّاعَة وأمثال ذَلِك مِمَّا أخبر تَعَالَى أَنه سيفعله وَعلم أَنه سيوجد وَمَعْلُوم آخر هُوَ مَعْدُوم فِي وقتنا هَذَا وَقد كَانَ مَوْجُودا قبل ذَلِك نَحْو مَا كَانَ وتقضى من أحوالنا وتصرفنا من كلامنا وقيامنا وقعودنا الَّذِي كَانَ فِي أمس يَوْمنَا وتقضى وَمضى وَمَعْلُوم آخر مَعْدُوم

1 / 35