مسألة ... : كان فعل من أفعال العبارة ، وهي وأخواتها من الأفعال الناقصة ، ووجه النقصان من حيث أنهن إنما دلوا ( هكذا ) (¬2) على الزمان ، دون الحدث ، وأما ضرب فهي أصل لها من حيث أنها تدل على الزمان والحدث ، كقولك : ضرب ، فقد دلت على زمان ماض ، وضرب فيه ، وليس كذلك كان ، وعملت من حيث إنها / فرع عليها ، وشابهتها من حيث إنها 18ب على ثلاثة أحرف متحركات على الفتح، فضرب في وزن كون، إذ هو أصل لكان ، فعمل ، إلا أنه في عمله من حيث فرعيته ونقصانه عن ضرب من حيث إن مفعول ضرب أجنبي ، نحو : ضرب زيد عمرا ، ومفعول كان ليس بأجنبي ، نحو : كان زيد كريما ، فالكريم هو زيد لا محالة ، وإن فرع على كان ، وعملت لشبهها بكان في وزنها ، وعددها ، ونقصت عنها لمكان الفرعية في تصرفها ، فلا يجوز أن يتقدم خبرها على اسمها ، كما جاز في كان ، فاعرفه ، فتقول في كان بتقديم الخبر : كان قائما زيد ، وقائما كان زيد ، على اسمها وعليها نفسها (¬3) / وليس يجوز في إن تقديم خبر إلا أن يكون جارا 19أ ومجرورا (¬4) ، أو ظرفا ، و( لا ) فرع على إن في العمل ، فتنصب الاسم ، وترفع الخبر ، فتقول : لا رجل أفضل منك ، وعلى هذا تجري ، وعملها بالفرعية من حيث إنها ضد إن في المعنى ؛لأن الشيء يحمل على ضده ، كما يحمل على نظيره ، ونقصت عن إن من حيث إن اسم لا مبني معها ، وليس كذلك إن واسمها ؛ لمكان أصليتها، وقد أنشدوا على ذلك (¬1) :(الطويل)
... فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
... فتنصب بها بغير تنوين ، فاعرف ذلك تصب ، إن شاء الله تعالى .
والحمد لله رب العالمين ،
وصلى الله على سيدنا
محمد النبي الأمي ،
وآله أجمعين ،
وسلم
تسليما .
صفحه ۲۰