بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشَّيخُ أبو هلالٍ الحسنُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سهلٍ، ﵀:
هذا كتابُ التلخيصِ فِي معرفةٍ أسماءِ الأشياءِ ونعوتِهَا، وشرحِ أنواعِها وفنونِها الَّتِي تفتقرُ عامةُ أهلِ الأدبِ إِلَى علمِهَا، وتحتاجُ إِلَى إتقانها وحفظها. قدْ هذبْتُهُ، وشذبْتُهُ، ونقَّحْتُهُ، وأوضحْتُهُ، ونفَيْتُ الشواغلَ عنهُ بإسقاطِ الشَّواهدِ والتَّصاريف منهُ، إِلاَّ نَبْذًا يسيرًا مُتفرَّقًا فِي أثنائِهِ، لا يَشغَلُ خاطرًا، ولا يُمِلُّ ناظرًا، لتتدانى شُعَبُهُ، وتَتقاربَ سُبُلهُ، ولا يَكْبُرَ عنِ المبتدئينَ، ولا يَصغُرَ عنِ المتوسِّطينَ. أسألُ اللهَ الانتفاعَ بِهِ والعونَ على أداءِ حقِّهِ فيْهِ، واستمِدُّ مِن عندهِ العِصمةَ، واستوهِبُهُ تمامَ النِّعمةِ. وهو تعالى وليٌُ ذلكَ ومُوليهِ، بمنِّهِ ولُطفهِ.
وقدْ قدَّمتُ إنشاءَ هَذَا الكتابِ لكَ، أيَّدكَ اللهُ، قصدًا لمِتعتِكَ، والزِّيادةِ فِي معرفَتِكَ، وبالَغْتُ فِي توخِّي إفادتِكَ. فضمَّنْتُهُ منْ أسماءِ أعضاءِ خَلقِ الإنسانِ وأوصافِهَا، وذِكرِ أخلاقِهِ وأصنافِهَا، ومِن أسامي الآلاتِ
1 / 29