فأما إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدع له وهو لم يؤمن به لم ينتفع بالرسول صلى الله عليه وسلم فأبو طالب مع كفره لما كان يحوط الرسول ويمنعه شفع فيه حتى خفف عنه العذاب وقد كان في غمرة من النار فلما شفع فيه صار في ضحضاح من النار وفي رجليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه ولولاه لكان في الدرك الأسفل من النار هكذا رواه مسلم في صحيحه فانتفع به مع كفره في تخفيفه عذابه بأن شفع فيه والإيمان به نافع لمن آمن و إن لم تحصل معه شفاعة
فهذان السببان هما اللذان ينفعان العبد من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم و أما مجرد توسل العبد بذاته أو إقسامه به بدون هذين السببين فلا ينفعه أصلا كما تجد أفسق الناس و أفجرهم يغالي في قبور الصالحين ويقول قبورهم هو الترياق المجرب ولم يعمل ببعض عملهم ولا حام حول حماهم و كما ينتسب بعض الناس إلى الأئمة وهم براء منه لم يتبعهم يوما من الدهر و أكثر هؤلاء قد غلب عليهم نفاق القلوب و إيمانهم ليا بألسنتهم و طعنا في الدين
صفحه ۱۵۵