ومعلوم أن معرفة مذاهب الناس ومقالاتهم ودياناتهم ومللهم ونحلهم وآرائهم لا يخلو صاحبها من معرفة أن يكون فيها تابعا للرسل ومللهم أو لا يكون وقد جعل بعض الناس معرفة التاريخ من المقالات ولعمري إنها لداخلة فيما يقص من أحوال الناس وأفعالهم ولكن الشأن في تمييز الصدق منها من الكذب والاعتبار بالصدق منها كما قال تعالى
﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى﴾
فدل على أن فيما يقصه الناس في تواريخهم ومقالاتهم ومذاهبهم ما هو مفترى لا حقيقة له فكتب المؤرخين الذين لا يقصدون الكلام على الآراء والديانات فيها ما يشتمل على الصدق والكذب وهي أكثر التواريخ التي لم توزن بتمييز أهل المعرفة بالمنقولات وكذلك الكتب التي يذكر فيها مقالات الناس وآراؤهم ودياناتهم فيها ما يشتمل على الصدق والكذب وهي ما لم توزن بنقد من يخبر المقالات وكذلك تعمد الكذب قليل في أهل العقول والديانات المصنفين لتواريخ السير
وفي الرد على البكري أن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول مسلم يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قدرة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا لذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصرا أو إغاثة أو غير ذلك
صفحه ۱۸۱