واذ قد تبين كيف ادراك النفس بالقول الكلى، فلننظر كيف يترتب هذا الادراك بمتوسط متوسط فى الحواس الثلاث التى تدر بمتوسط. فنقول ان الهواء بتوسط الضوء يقبل صور الاشياء اولا، ثم يوديها الى الشبكة الخارجة وتوديها الشبكة الخارجة الى سائر الشباك حتى تتادى الحركة الى الشبكة الاخيرة التى الحس المشترك موضوع خلفها، فيدرك صورة الشىء. وفى وسط هذه الشباك الشبكة البردية، وهى كالمرآة متوسطة بين طبيعة الهواء وطبيعة الماء. ولذلك كانت تقبل الصور من الهواء لانها كالمرآة، وتوديها الى الماء لكون طبيعتها مشتركة بين هاتين الطبيعتين. والماء الذى يقول ارسطو انه خلف الرطوبة البردية، هوالذى يسميه جالينوس الرطوبة الزجاجية فى ما احسب. وهذه الطبقة هو اخر طبقات العين وفيها ينظر الحس المشترك الى الصورة. واذا قبلها الحس المشترك، اداها الى المصور، وهو القوة المتخيلة، فيقبلها المصور قبولا اكثر روحانية، فتكون هذه الصورة فى المرتبة الثالثة من الروحانية.
صفحه ۳۰