71

تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية

تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية

پژوهشگر

عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

ناشر

دار البشائر الإسلامية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۲۶ ه.ق

محل انتشار

بيروت

ليس يصل إليك إلَّا ما كُتِبَ لك؟ قال: نعم، قال: فازم نفسك من ذروة هذا الجبل فإنه إن يُقَدَّرْ لك السلامةُ تَسْلَمْ، قال له: يا ملعون، إن الله تعالی أراد أن يختبر عباده وليس للعبيد أن يختبروه.

قلت: وفي هذا القسم والذي في عقبه نظر.

ثالثها: نَفْيُ ما دَلَّ السمعُ علی نفیه؛ لكونه تحصيل الحاصل، کقوله: ﴿رَبََّنا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نسِينَآَ﴾(١) الآية، مع خبر: ((رُفِع عن أُمَّتي الخطأُ والنسيان))(٢)، فيكون الدعاء بذلك سوءَ أدب على الله؛ لما فيه من عدم الفائدة(٣).

(١) سورة البقرة: الآية ٢٨٦.

(٢) هو بلفظ: ((رُفِعَ ... )) منكر كما قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في «إرواء الغليل» (١٢٣/١)، ولكنه صحّحه بلفظ: ((إنَّ اللهَ تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه))، أخرجه ابن حبان (٧٢١٩) - ((الإحسان)) - والدار قطني (١٧٠/٤ - ١٧١)، والحاكم (١٩٨/٢) - وصححه - وغيرهم، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

(٣) القول في هذا القسم والذي بعده أنه سوء أدب على الله وأنه لا فائدة منه، فيه نظر من وجھین:

الأول : أنه قد ثبت الدعاء بمثل ذلك في الكتاب والسنة، كقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَءَانِنَا مَا وَعَدَ تَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخِنَا يَوْمَ الْقِيَمَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ اَلِميعَادَ﴾ [آل عمران: ١٩٤]، وكقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا مقلب القلوب: ثبت قلوبنا على دينك))، أخرجه أحمد (١٨٢/٤)، وابن ماجه (١٩٩) وغيرهما، وكذلك دَعا السلف بمثل هذا القسم من الدعاء.

الوجه الثاني: أن الدعاء بمثل ذلك قد یراد به التأكید، أو يراد به تحقيق هذه الأشياء الثابتة على الأعيان وذلك بتحقيق الشروط والأسباب المطلوبة لتحقق المشروط والنتائج، ولهذا لم يرتض الزركشي في ((الأزهية)) هذين القسمين، وردّ على القرافي فيهما، انظر: ((الأَزهية)) (ص ١٤٩ - ١٥٣).

71