تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية
تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية
پژوهشگر
عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي
ناشر
دار البشائر الإسلامية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
۱۴۲۶ ه.ق
محل انتشار
بيروت
ومنها: أن للدعاء فوائد، كحضورِ القلب وجذبهِ إلى الله بالتضرع لإظهار العبودية والاعتراف بالربوبية، والإِثابة على الدعاء وإن لم يُستجب؛ لأنه عبادةٌ كما مرَّ.
وكردِّ البلاء فهو سببٌ لِرَدِّه، كما أن التُّرْسَ سبب لرد السهم، والماءَ سببٌ لخروج النبات. وقد جرت عادة الله في خلقه بردِّ المسيّبات بأسبابها(١)، فالله تعالى قَدَّرَ الخير سبباً، وقدَّر الشرَّ سبباً، وقدّر لرفعه سبباً، وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله وقدره طرحُ الأسباب، بل لا بدَّ من ملاحظتها، كما أن الترس سبب لدفع السهم ويتدافعان، كذلك الدعاءُ سبب لدفع البلاء ويعتلجان(٢).
وقد روى الترمذي خبر: ((لا يردُّ القضاءَ إلَّ الدعاءُ، ولا يزيد في العمر إلَّ البِرُّ»، وقال: حسن غريب، ورواه الحاكم وصحَّح إسناده(٣).
= وليس فيه - أيضاً - التصحيح المذكور. والحديث في ((الأزهية)) عزاه - أيضاً - أوَّلاً للترمذي (٢٠٦٥) - وقال: حسن صحيح - من حديث أبي خزامة أن رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فلعلَّ في مخطوطتنا في تلخيص ((الأزهية)) سقطاً. وذكر الزركشي في (الأزهية)) (ص ٣٥) تحسين الحافظ عبد الغني في ((درر الأثر)) لحديث أبي خزامة، وذَكَرَ في (ص ٣٦) تصحيح الحاكم لحديث حكيم بن حزام، وأن الإِمام مسلماً - رحمه الله - ذَكَرَه في تصنيفه فيما أخطأُ مَعْمَر بالبصرة، وذَكَرَ رَدَّ الحاكم عليه.
(١) هكذا في الأصل، والأولى أن يقال: ((بردِّ المسبَّبات إلى أسبابها»، أو: ((بربط المسئَّبات بأسبابها».
(٢) في الأصل: ((ويتعالجان))، والتصويب من كتب الحديث ومن ((الأزهية))، ومعنى (يعتلجان)): يتصارعان، كما في ((النهاية)) لابن الأثير (٢٨٦/٣).
(٣) ((سنن الترمذي)) (٢١٣٩)، و((مستدرك الحاكم)) (٤٩٣/١)، لكن الحديث عند الترمذي من حديث سلمان رضي اللهعنه، وهو عند الحاکم من حديث ثوبان، =
23