مقدمة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة المؤلف:
الحمد لله العلي العظيم، الرءوف الرحيم، العطوف الكريم، الجواد الحليم، أحمده على إنعامه العميم، وأشكره على إحسانه الجسيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تبوئ قائلها دار النعيم، وتنجيه غدا من عذاب الجحيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالدين القويم، والمنهج المستقيم -صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة والتسليم- ما أقبل النهار وأدبر الليل البهيم.
وبعد فإني لما وقفت على كتاب "إكمال الإكمال" الذي صنفه الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن نقطة البغدادي -رحمه الله- مذيلا به على كتاب الأمير أبي نصر علي بن هبة الله بن علي المعروف بابن ماكولا -رحمه الله وبلغه الله نهاية الآمال- وجدته أحسن فيه الجمع، وأجاد المقال، ونبه على فوائد كثيرة، سمعها في رحلته من أفواه الرجال، وأخذها عن أولي الحفظ والترحال، بيد أنه أغفل ذكر جماعة في بعض التراجم، يلزمه ذكرهم من هذا المثال، وجماعة لم يقعوا له ولا خطروا منه على بال، فأحببت أن أنبه عليهم وأنسج على هذا المنوال. وليس الغرض في ذلك سوى الانتماء إلى هذه الطائفة والتشبه بهم في القول والفعال، فاستخرت الله سبحانه الكبير المتعال، وذكرت ما وقع إلي من ذلك لتتم به الفائدة ويحصل النفع في غالب الأحوال، وما توفيقي إلا بالله، وإياه أسأل أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم، ويعصمنا من الخطأ والخطل فإنه لما يشاء فعال.
صفحه ۳
حرف الهمزة
[باب ابنه وأبيه] :
ذكر [أبو بكر بن نقطة] في باب "ابنه" و"أبيه" جماعة، وأغفل في باب "أبيه" شيخنا:
عبد العزيز بن محمد بن علي الصالحي المعروف بابن أبيه بتقديم الباء
الموحدة على الياء المعجمة باثنتين من تحتها، ويعرف أيضا بابن الدجاجية. شيخ صالح، دمشقي المولد، سمع من الحافظ المؤرخ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر الكبير، ومن الإمام أبي المفاخر علي بن محمد بن المستوفي البيهقي، وحدث عنهما. سمعت منه وسألته عن مولده فلم يحقه، وتوفي -رحمه الله- في الخامس والعشرين من المحرم سنة "أربعين وستمائة" بدمشق. ومن حديثه:
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن علي بن أبيه الصالحي، قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، قيل له حدثكم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله [ابن عساكر] الشافعي -رحمه الله- إملاء من لفظه بجامع دمشق قال أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ببغداد. وأخبرني أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، إجازة، عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الختلي الحربي أنبأنا القاضي أبو عبيد الله محمد بن عبيدة بن حرب، إملاء، أنبأنا إبراهيم بن الحجاج أنبأنا عبد العزيز بن المختار أنبأنا سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تفتح أبواب السماء -أو قال- أبواب الجنة كل يوم اثنين وخميس، فيغفر في ذلك اليوم لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا من كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا"، رواه مسلم في صحيحه عن قتيبة، وأحمد بن عبدة الضبي عن عبد العزيز عن سهيل.
صفحه ۵
[باب الأثير] :
وذكر في باب "الأثير" بفتح الهمزة وكسر الثاء المثلثة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها وآخره راء مهملة، جماعة منهم الأخوان الفاضلان "أبو السعادات المبارك وأبو الحسن علي ابنا محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري، وأغفل ذكر أخيهما:
الوزير الفاضل أبي الفتح نصر الله: فإنه كان فريد دهره، ووجيه عصره، في
صناعة الكتابة والإنشاء، وله التصانيف البديعة، والرسائل الصنيعة، ختم به هذا الشأن، وسار ذكره في جميع الأقطار والبلدان، مولده في أواخر شعبان سنة "ثمان وخمسين وخمسمائة" بجزيرة ابن عمر، وتوفي ببغداد يوم الاثنين التاسع من ربيع الآخر من سنة سبع وثلاثين وستمائة وصلي عليه بجامع القصر، ودفن بمقابر قريش، ذكر ذلك الحافظ أبو عبد الله محمد بن النجار البغدادي رحمه الله، في تاريخه، وأجاز لي جميع مسموعه ومنثوره ومنظومه.
والأثير أبي المحاسن المشرف بن المؤيد بن علي الهمذاني الصوفي المعروف
بابن الحاجب: سمع بهمذان من أبي بكر هبة الله بن الفرج بن الفرج "كذا" بن أخت الطويل، وابي الفتوح محمد بن محمد الطائي، وبدمشق من الوزير أبي المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي، وبمصر من الشيخ الصالح علي بن إبراهيم بن المسلم الأنصاري المعروف بابن بنت أبي سعد وغيره، وبالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي، وسمع من الحافظ أبي مسعود عبد الجليل بن محمد الأصفهاني المعروف بكوتاه، وأبي منصور شهردار بن شيرويه، وأبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني، والشريف أبي المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل العلوي الحسني، وأبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصلي، وأبي بكر عبد الجبار بن ملكداد الشرواني، وحدث بدمشق ومصر، روى عنه الشيخ الصالح أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الأوقي الصوفي بالبيت المقدس والشيخ أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن فارس بن بركات السعدي وتوفي يوم الأحد الثامن من جمادى الأولى سنة "خمس وثمانين وخمسمائة" بالقاهرة ودفن من يومه بسفح المقطم.
أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن فارس السعدي، بقراءتي عليه بمسجده بالقاهرة، قلت له: أخبركم الشيخ الزاهد الأثير أبو المحاسن المشرف بن المؤيد بن علي الهمذاني الصوفي، قراءة عليه وأنت تسمع في صفر سنة تسع وسبعين وخمسمائة، فأقر به قلت: وأخبرنا الإمام أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن صالح بن محمد بن زيد الهمذاني المعروف بابن المعزم، في كتابة إلي من همذان، قالا أنبأنا أبو بكر هبة الله بن الفرج بن الفرج بن أخت الطويل، قراءة عليه ونحن نسمع في يوم الجمعة الخامس من صفر سنة سبع وثلاثين وخمسمائة بجامع همذان، قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن عثمان
صفحه ۶
القومساني أنبأنا عمي أبو منصور محمد بن أحمد القومساني أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى بن أبي زكريا الفقيه، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي أنبأنا يحيى الحماني أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم ولا محشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رءوسهم ويقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن".
وأبي جعفر عبد الله بن المظفر بن هبة الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن
أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن رئيس الرؤساء: أبي القاسم بن المسلمة المعروف بالأثير.
من بيت مشهور بالرئاسة والتقدم، وفيه فضل وكتابة، سمع من جماعة منهم أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وغيرهم، وحدث باليسير. سمع منه الحافظ أبو المحاسن عمر بن علي القرشي الدمشقي، والحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي، وذكراه في معجميهما، وأبو الفضل إلياس بن جامع الإربلي. روى لنا عنه أبو الحجاج يوسف بن خليل في معجمه. مولده سنة تسع عشرة وخمسمائة وتوفي في تاسع عشر صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
والقاضي الأثير أبي القاسم عبد الكريم بن القاضي أبي الحسن علي بن الحسن
بن الحسن بن أحمد بن الفرج بن أحمد اللخمي البيساني: العسقلاني المولد المصري الدار والوفاة، وهو أخو القاضي الفاضل. مولده في يوم الثلاثاء تاسع جمادى الآخرة سنة "سبع وثلاثين وخمسمائة" بعسقلان، سمع بالإسكندرية الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، ومن الشريفين أبي محمد عبد الله وأبي الطاهر إسماعيل ابني أبي الفضل عبد الرحمن بن يحيى العثماني الديباجي وغيرهم. وأجاز له جماعة من الشاميين والمصريين، وحدث بمصر، وكان كثير الرغبة في تحصيل الكتب وجمعها، مبالغا في ذلك وتوفي في ليلة الثالث عشر من المحرم سنة "إحدى وعشرين وستمائة" بالقاهرة، ودفن من الغد بسفح المقطم. وأجاز لي جميع مسموعاته ومجازاته وما تجوز له روايته أخبرنا القاضي الأثير أبو القاسم عبد الكريم بن علي بن الحسن البيساني، إجازة، والمشايخ الستة: أبو الحسن مرتضى بن حاتم بن المسلم الحوفي، وأبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن منصور بن نجا بن المخيلي، وأبو الحسن علي بن مختار بن نصر بن طغان المحلي وأبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي الرواجي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن الطرابلسي، وأبو علي الحسن بن إبراهيم بن هبة الله المصري، بقراءتي عليهم، قالوا:
صفحه ۷
أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصفهاني، قراءة عليه ونحن نسمع في تواريخ مختلفة، قال أنبأنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الغضائري، قراءة عليه، ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وأربعمائة أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا إبراهيم بن فهد أنبأنا سعيد بن أبي السمان أنبأنا عنبسة القطان أنبأنا شهر بن حوشب حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: $"أفضل عمل يوضع يوم القيامة في ميزان العبد حسن الخلق".
صفحه ۸
حرف الألف
[باب الأوندي والأبدي] :
وذكر في حرف الألف في باب "الأندي، والأبذي" فقال: أما الأول بضم الهمزة وسكون النون وكسر الدال المهملة. وذكر جماعة ثم قال: وأما "الأبذي" بضم الهمزة وبعدها باء معجمة بواحدة مفتوحة مشددة وكسر الذال المعجمة وذكر رجلا واحدا، قلت: وفاته في باب "الأبذي":
الشيخ أبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن يوسف بن عبد الله الأنصاري الأبذي
الأندلسي: رجل فاضل صالح، سمع أبا حفص بن طبرزد بدمشق، وبمكة جماعة، وسكت البيت المقدس مدة وأم بالصخرة الشريفة، اجتمعت به بحرم المسجد الأقصى وكتبت عنه شيئا من نظمه، وتوفي في المحرم سنة "ست وخمسين وستمائة" بالبيت المقدس. أنشدني لنفسه:
ديار القدس سقيت حيا ... برمادك أكحل من رمدي
يخلو مغناك وقد يحلو ... معناك على طول الأبد
صفحه ۹
[ باب الأصبغ والأصمع ] :
وذكر في باب "الأصبغ" و"الأصمع" فقال: أما الأول بالباء المعجمة بواحدة والغين المعجمة فجماعة، وأما الثاني بعد الصاد المهملة الساكنة ميم مفتوحة وعين مهملة. فذكره، وفاته في هذه الترجمة "الإصبع" بكسر الهمزة والباء الموحدة والعين المهملة وهو:
الأديب الفاضل أبو محمد عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبد الله
المعروف بابن أبي الإصبع: شاعر مفلق مشهور، له مصنفات في الأدب مفيدة. كتبت عنه جملة من نظمه وسألته عن مولده فكتبه لي بخطه، بعدما أجاز لي ما سمعه وقاله وما تجوز له روايته بشرطه فقال: "مولدي غرة المحرم سنة "خمس وتسعين وخمسمائة" بمصر المحروسة". وتوفي يوم الاثنين الثالث والعشرين من شوال سنة "أربع وخمسين وستمائة" بمصر. أنشدنا أبو محمد عبد العظيم المذكور لنفسه بالقاهرة المعزية:
فوضت أمري للرحمن مصطبرا ... وراضيا بالذي يجري به القدر
وما الذي يصنع العبد الضعيف إذا ... قضي عليه بما يقضيه مقتدر
وما له حيلة تجدي عليه ولا ... عون يعين على البلوى ولا وزر
إن يصطبر طائعا يؤجر وإن جزعت ... حوباؤه فهو حتف الأنف يصطبر
صفحه ۹
[باب الإبري والأثري] :
وذكر في مشتبه النسبة من هذا الحرف في باب "الإبري" و"الأثري" جماعة وأغفل ذكر من هو مشهور بهذه النسبة ومعاصره ومصاحبه ومعاشره، معروف بالطلب، مشتغل بالحديث والأدب هو:
أبو محمد عبد الكريم بن منصور بن أبي بكر بن علي الموصلي الشافعي الأثري:
كذا كان يكتب بخطه في الطباق والإجازات. سمع ببغداد من جماعة ودخل دمشق وسمع بها من والدي -رحمه الله- ومن غيره وتوفي سنة "إحدى وخمسين وستمائة" ولعله في شوال منها ببغداد، وله نظم حسن، فمنه ما أنشد في مدح الأئمة الثلاثة: أبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي ومحمد بن إدريس المطلبي وأحمد بن محمد بن أحمد الشيباني -رحمة الله عليهم- وأذن لي في روايته ونقلته من خطه:
وقائل عبد الكريم مالكا ... لا تمدح الحبر الإمام مالكا
وتمدح المطلبي بعده ... وابن هلال أحمد المباركا
قلت له فاسمع مديحي فيهم ... فإنني لست لذاك تاركا
وكيف لا أمدح أشياخ الهدى ... وكلهم للحق كان سالكا
أما الإمام الأصبحي مالك ... فحبه للقلب أمسى مالكا
فقيه دار الهجرة المفتي بها ... ناهيك من فخر له بذلكا
نجم الرواة ذو الوقار لا يرى ... في مجلس العلم لديه ضاحكا
طوبى له من رجل مؤيد ... بالحق قوال به طوبى لكا
والشافعي لست أنسى ذكره ... ألق لمديحه خليلي بالكا
ذاك الإمام العالم الحبر الذي ... مع العلوم كان برا ناسكا
حوى التقى والعلم غير زائغ ... عن سنة المختار فاعلم ذلكا
جزاه ربي الخير عن صنيعه ... وعظم الأجر له هنالكا
والثالث ابن حنبل أكرم به ... قدوة أهل الحق لن يشاركا
في محنة القرآن والضرب الذي ... لجسمه في الله أضحى ناهكا
صفحه ۱۰
لو أنه أجابهم في قولهم ... تبدل الإسلام كفرا حالكا
قام مقاما لم يقمه غيره ... وناصح الله الكريم المالكا
فأعظم اللهم في جواركا ... في جنة الخلد له ثوابكا
وبلغ اللهم عنا أحمدا ... نبينا وآله سلامكا
وصحبه والتابعين بعدهم ... وكل عبد كان من عبادكا
واغفر لي اللهم ذنبي كله ... إن لم تجد كنت بجرمي هالكا
وشيخنا:
أبو محمد عبد المحسن بن أبي العلاء مرتفع بن حسن بن عبد الله الخثعمي
المصري الشافعي الأثري السراج: سمع من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد السبيي، والفقيه أبي الفضل محمد بن يوسف بن علي الغزنوي وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الأنصاري الدمشقي الواعظ وغيرهم، وحدث، ولقيته بمصر، وسمعت منه وهو آخر من حدث عن السبيي سماعا، فيما أعلم، مولده بالجيزة في سنة "اثنتين وستين وخمسمائة" وتوفي في ليلة التاسع عشر من صفر سنة "ست وخمسين وستمائة" بمصر، ودفن في الغد بتربة الحافظ عبد الغني المقدسي بسفح المقطم. وكان يكتب في الإجازات "الأثري" شاهدته كذلك.
صفحه ۱۱
حرف الباء
باب بابويه وباب بتنه وثنية
[باب بابويه] :
وذكر في حرف الباء في باب "بابويه" بفتح الباء الموحدة، وبعد الألف "باء" أخرى مثلها مضمومة، جماعة، وأغفل ذكر:
الإمام أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه الرازي: روى لنا عنه الشيخ أبو
المجد محمد بن الحسين بن أحمد القزويني الصوفي أربعين حديثا في الرباعي عن الأربعين من تخريجه، بسماعه منه، ولم يكن عندي بها يومئذ نسخة حافظة، لكن الغرض ذكر هذا الشيخ لتتم به الفائدة.
[باب بتنه وثنية] :
وفاته هذه الترجمة وهي "بتنه" و"ثنية" أما الأول فهو بكسر الباء الموحدة وبعدها تاء مكسورة معجمة باثنتين من فوقها ونون مفتوحة مشددة وهو:
أبو محمد عبد الملك بن الحسن بن بتنة الأنصاري: سمع أبا القاسم علي بن
الحسين بن محمد بن عبد الرحيم الفسوي، وعبد العزيز بن بندار الشيرازي وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الأصبهاني وأبا بكر الأردستاني وغيرهم. سمع منه الحافظ أبو طاهر السلفي بمكة وذكره في "معجم السفر" وأنه حج سبعا وسبعين حجة، وزار النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مرة، وله في كل سنة مائة "كذا" عمرة يعتمرها على رجليه في رجب وشعبان ورمضان وأول ذي الحجة.
والثاني بالثاء المثلثة المفتوحة بعدها نون مكسورة وياء مفتوحة مشددة معجمة باثنتين من تحتها، فهو:
أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسن بن أحمد بن ثنية المقرئ: قرأ القرآن
بدمشق على أبي الوحش صاحب أبي علي الأهوازي، وببغداد على المبارك الغسال وذكره الحافظ أبو طاهر السلفي أيضا في "معجم السفر" وكتب عنه شيئا من نظمه بدمشق وقال: سمع معنا على أبي طاهر الحنائي وأبي الحسن الموازيني وغيرهما وكان يقرئ في جامع دمشق.
صفحه ۱۲
باب براد ] :
وذكر في باب "براد" بالباء الموحدة بعدها راء، جماعة، قلت: وفاته ذكر شيخنا:
أبي الحسين عبد الخالق بن عبد الله بن ملهم بن عبدة بن العبوس بن عبد
الله الكناني المصري البراد الأديب: سمع أبا القاسم هبة الله بن علي البوصيري، وأبا عبد الله بن حمد الأرتاحي وحدث عنهما، قرأت عليه أحاديث من الصحيح لأبي عبد الله البخاري، وكتبت عنه أبياتا من نظمه، وسألته عن مولده فأخبرني أنه في أحد الربيعين من سنة "خمس وسبعين وخمسمائة". وتوفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من ذي القعدة من سنة "سبع وأربعين وستمائة" بالقاهرة.
صفحه ۱۳
[باب البومة والتومة والنومة] :
وأغفل هذه الترجمة وهي "البومة" و"التومة" و"النومة". أما الأول بالباء الموحدة المضمومة فهو:
أبو عبد الله محمد بن سليمان بن داود الحراني: يلقب بالبومة وأغفله
الأمير [أبو نصر بن ماكولا] أيضا، روى عن أبيه. روى عنه أبو داود سليمان بن سيف. توفي سنة "ثلاث عشرة ومائتين". أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد، قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة بدمشق، أنبأنا طاهر بن سهل بن بشر الأسفراييني قراءة عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري، قدم علينا دمشق، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي حدثني جدي إسحاق بن محمد بن يزيد أنبأنا أبو داود -يعني سليمان بن سيف- أنبأنا محمد بن سليمان أنبأنا أبي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه، فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم، ولا يشمت بعد ثلاث" غريب من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب، تفرد به سليمان بن داود الحراني لا أعلم [أحدا] حدث به غير محمد بن سليمان ويعرف بالبومة.
وأما "التومة" بالتاء المضمومة المعجمة باثنتين من فوقها فهو:
أبو السعادات المبارك بن بقا المقري الخباز: من أهل باب البصرة، يعرف
بتومة، سمع أبا السعود أحمد بن علي بن المجلي، وروى عنه، ذكر أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق أنه سمع منه وأنه توفي يوم الجمعة ثالث شهر ربيع الآخر سنة "سبعين وخمسمائة". ذكره الحافظان أبو عبد الله بن سعيد بن الدبيثي، ومحمد بن محمود بن النجار في كتابيهما.
صفحه ۱۳
وأما "النومة" بالنون المضمومة فهو:
أبو محمد عبد القادر بن علي بن الفضل بن سعد بن نومة الواسطي الأديب
الشاعر: قدم بغداد في صباه وجالس الشريف أبا السعادات بن الشجري وأبا منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، وقال الشعر ومدح الإمام المقتفي ومن بعده من الخلفاء ، وكان حسن النظم ذكره أبو المعالي الحظيري في كتابه المسمى "بزينة الدهر في ذكر شعراء أهل العصر". وذكره أيضا الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في "مذيله" وقال: خرج عبد القادر بن نومة من واسط مسافرا في صفر سنة "ست وسبعين وخمسمائة" فغاب خبره، ولم يظهر أثره، وقال الحافظ أبو عبد الله بن النجا في تاريخه بعدما ذكره ونقل ما ذكره ابن الدبيثي في وفاته "وقيل: توفي بمصر سنة سبع وسبعين وخمسمائة". كتب إلي الحافظ أبو عبد الله محمد بن سعيد بن الدبيثي من بغداد غير مرة يخبرني أن أبا الحسن ثعلب بن عثمان الشاعر أنشده قال: أنشدني أبو محمد عبد القادر بن علي بن نومة لنفسه، فيما ذكر ثعلب، وأظنها لغيره:
أصيب ببلوى الجسم أيوب فاغتدى ... به تضرب الأمثال إذ يذكر الصبر
فلما انتهت بلواه من بعد جسمه ... إلى القلب نادى معلنا مسني الضر
وكل بلائي عند قلبي ولم أبح ... بشكوى الذي ألقى ولم يظهر السر
وذكر في باب "بندار" من الآباء جماعة وأغفل ذكر:
الإمام رئيس الأصحاب أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي
الفقيه الشافعي مدرس النظامية: وشهرته تغني عن الإطناب، وفضله لا شك فيه ولا ارتياب، قدم بغداد في صباه، قبل العشرين وخمسمائة، وتفقه بها على أسعد الميهني ولازمه حتى برع في المذهب والخلاف، وسافر معه إلى خراسان، وتكلم بين يديه في المسائل، وكان حسن العبارة كثير المحفوظ ذا لسن وفصاحة، سليم الباطن، متدينا سمع الحديث من أبي البركات بن البخاري، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي الدمشقي، وذكر أن مولده سنة "تسعين وأربعمائة" ووفاته في ثامن عشر شوال سنة ""ثلاث" وستين وخمسمائة" ببغداد. ومن حديثه ما أخبرنا القاضي أبو العلاء أحمد بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن سليمان التنوخي المعري، قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، أنبأنا الإمام أبو المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي في كتابه إلي من بغداد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وأنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أنبأنا محمد بن مخلد العطار أنبأنا أحمد بن إبراهيم أبو الفضل البوشجي أنبأنا أبو ضمرة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا".
صفحه ۱۴
باب البادرائي ] :
وذكر في مشتبه النسبة من هذا الحرف في باب "البادرائي" بفتح الباء الموحدة وبعدها دال مهملة مفتوحة وراء بعدها ألف وياء آخر الحروف، رجلين، وأغفل ذكر:
أبي التمام كامل بن الفتح بن ثابت بن سابور البادرائي الضرير: سكن بغداد
وأقام بها إلى حين وفاته، وكان أديبا فاضلا، يسكن بباب الأزج، وصاهر بني زهمويه الكتاب له ترسل وشعر حسن، وقد سمع شيئا من الحديث من أبي الفتح علي بن علي بن زهمويه وغيره، كتب الناس عنه أدبا كثيرا، ويقال عنه إنه كان فيه تسامح في الأمور الدينية، ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في تاريخه وقال: ومن شعره ما أنشدت عنه -وأجازه لي ابن الدبيثي-:
وفي الأوانس من بغداد آنسة ... لها من القلب ما تهوى وتختار
ساومتها نفثة من ريقها بدمي ... وليس إلا خفي الطرف سمسار
عند العذول اعتراضات ولائمة ... وعند قلبي جوابات وأعذار
ذكر أبو عبد الله بن الدبيثي في كتابه: توفي كامل هذا ليلة الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة من سنة "ست وتسعين وخمسمائة" ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب.
والشيخ الفقيه رئيس الأصحاب أبي محمد عبد الله بن أبي الوفاء محمد بن أبي
محمد الحسن البادرائي الشافعي -رحمه الله-: ويتعين عليه ذكره لشهرته، ودينه وفضيلته، وكرمه وتواضعه ومكارم أخلاقه، مع ما كان فيه من الرئاسة وعلو الشأن. ولي التدريس بالمدرسة النظامية، ونشر بها العلوم الدينية، قدم إلى دمشق رسولا من الديوان العزيز مرات متعددة ثم إلى الديار المصرية في مصالح الدين، وجمع كلمة ملوك المسلمين، إلى أن انتظم منهم الاتفاق، وحصل الود بينهم والوفاق، وذلك بحسن نيته، وكرم طويته، فجزاه الله -تعالى- خيرا عن المسلمين وجمع بيننا وبينه في مستقر رحمته، إنه أرحم الراحمين. سمع ببغداد من جماعة من الشيوخ منهم أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن منينا، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي الموصلي وغيرهما، وحدث ببغداد وحلب ودمشق ومصر وبالبلاد الوارد إليها، والمجتاز عليها، سألته عن مولده فذكر لي أنه في آخر يوم من
صفحه ۱۵
المحرم "سنة أربع وتسعين وخمسمائة". وتوفي -رحمه الله- عشية يوم السبت ودفن بعد الغروب السادس عشر من ذي القعدة سنة "خمس وخمسين وستمائة" ببغداد، بعد أن ولي قضاءها عند عوده إليها، وكان به ضعف من وعك السفر، فألزم بالحكم على تلك الحالة، فحكم يوما واحدا، وانقطع في بيته إلى حين وفاته. أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد "البادرائي" بقراءتي عليه بدمشق قلت له: أخبركم الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا البغدادي، قراءة عليه وأنت تسمع. فأقر به. قلت: وأخبرنا أبو محمد بن منينا وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد الدارقزي والحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر والإمام أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، البغداديون، إجازة، قالوا: أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قراءة عليه ونحن نسمع، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قراءة عليه وأنا حاضر، أنبأنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري أنبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري أنبأنا حميد عن أنس: أن الربيع بنت النضر عمته لطمت جارية فكسرت سنها، فعرضوا عليهم الأرش فأبوا فطلبوا العفو فأبوا ، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص، فجاء أخوها أنس بن النضر، فقال: يا رسول الله أتكسر بن الربيع؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر سنها، قال: يا أنس، كتاب الله القصاص. فعفا القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله -عز وجل- لأبره". حديث صحيح أخرجه الإمام أبو عبد الله البخاري -رحمه الله- في جامعه عن محمد بن عبد الله بن المثنى أبي عبد الله الأنصاري عن أبي عبيدة حميد الطويل، وفي اسم أبيه اختلاف كثير معروف عن أئمة الحديث، أشهره "تيرويه" وقد وقع لنا موافقة والحمد لله على ذلك.
صفحه ۱۶
[باب الباوردي] :
وذكر في باب "الباوردي" رجلا واحدا، وكان في زمانه بحلب:
الشيخ الصالح أبو الفتح محمد بن عمر الباوردي الصوفي: سمع من أبي الفرج
يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني وحدث عنه. سمع منه جماعة من الطلبة المقيمين بحلب والواردين إليها، وسئل عن مولده فذكر أنه في سنة "ست أو سبع وخمسين وخمسمائة" ظنا وتخمينا. وتوفي بحلب في الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة "تسع وأربعين وستمائة" ودفن خارج باب العراق، ودخلت إلى حلب وهو حي، فلم يتفق لي السماع منه، ثم بعد ذلك وصلت إلي إجازته غير مرة. أخبرنا أبو الفتح الباوردي الصوفي في كتابه إلي من حلب والشيوخ الثلاثة عشر: وهم والدي، وجدي لأمي الإمام أبو منصور يونس بن محمد بن محمد بن محمد الفارقي، وقاضي القضاة أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، والفقيه الزاهد أبو المكارم عبد الخالق بن أبي المعالي بن محمد بن عبد الواحد الأراني الشافعي، والشريف النقيب أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن أبي الحسن الحسيني وأبو الفضل أحمد بن الفضل بن عبد القاهر بن محمد القرشي الحلبي وأبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أبي العلاء الأزدي وأبو القاسم عبد القاهر بن الحسن بن عبد القاهر الكلبي الشروطي وأبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي القاسم بن محمد بن أبي بكر القزويني الصوفي وأبو الحسن محمد بن الشيخ أبي جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي، والإخوة الثلاثة وهم: أبو محمد عبد العزيز وأبو الحسن علي وأبو محمد عبد الله بنو الشيخ أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي الخشوعي -رحمهم الله- بقراءتي على بعضهم وقراءة على الباقين وأنا أسمع، قالوا: أنبأنا الشيخ أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني، قراءة عليه ونحن نسمع في تواريخ مختلفة أنبأنا أبو الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بقراءة والدي عليه وأنا حاضر أسمع في شعبان سنة خمس عشرة وخمسمائة، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ أنبأنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري المعروف باللكي بالبصرة أنبأنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي بمصر سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال حدثني أبي: إسحاق بن إبراهيم بن نبيط قال حدثني أبي: إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط بن شريط قال: كانت رقية الأنصاري من الحمى والمليلة والصداع "أرقيك بعزة الله وجلال الله وما جرى به القلم من عند الله إلا ما هدأت وسكنت وطفئت بإذن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، صوت الرحمن يطفي دخان النار {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم" ويضع الراقي يده على موضع العلة.
صفحه ۱۷
[باب البختري] :
وذكر في باب "البختري" بالباء الموحدة والخاء المعجمة بعدها تاء معجمة باثنتين من فوقها جماعة وأغفل ذكر:
أبي علي محمد بن علي بن البختري الصائغ: من أهل مرو، قدم بغداد وسمع بها
من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي بكر بن الأشقر، وعاد إلى بلده وحدث عنهما، سمع منه شيخنا أبو المظفر عبد الرحيم بن السمعاني، وذكره في معجم شيوخه، وقال: مولده بمرو في سنة "خمس وثمانين وأربعمائة". وتوفي في سنة "خمس أو ست وخمسين وخمسمائة بكش". ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي في تاريخه.
صفحه ۱۷
[باب البري] :
وذكر في باب "البري" بفتح الباء الموحدة وبعدها راء مهملة، رجلين، وأغفل ذكر:
الأمير أبي محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري السلمي: سمع الحديث
من أبي نصر منصور بن رامش النيسابوري، ومن الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان المعروف بابن أبي نصر التميمي، وروى عنه. سمع منه الفقهاء: الزاهد أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس الغساني المالكي، وجمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، والقاضي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز، وولده أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي، القرشيان، وأبو الفتح نصر بن القاسم المقدسي وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي وغيرهم. ذكره الحافظ أبو القاسم علي بن عساكر -رحمه الله- في تاريخه، وروى عن رجل عنه أخبرنا القاضي أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى الربعي، قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة أنبأنا الأمير أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري، قراءة عليه وأنا أسمع في صفر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي، قراءة عليه في داره في شهر ربيع الأول سنة عشرين وأربعمائة أنبأنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري أنبأنا أبو العلاء محمد بن جعفر الوكيعي الذهلي أنبأنا محمد بن الصباح الدولابي أنبأنا أبو معاوية أنبأنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه-[أنه] قال: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد عهده إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق".
صفحه ۱۸
[باب البزري والبرزي والبرزي] :
وذكر في باب "البزري" و"البرزي" جماعة، الأول بفتح الباء الموحدة وبعدها زاي معجمة ساكنة وراء مهملة مكسورة ، والثاني بتقديم الراء المهملة على الزاي، وهي نسبة غلى "برزة" قرية من قرى دمشق، سمع جماعة من أهلها الحافظ أبا القاسم ابن عساكر قلت: وقرأت على رجل من أهله وهو:
الشيخ الصالح أبو يوسف عبد السلام بن يوسف بن علوي بن منيع بن مشرف
البرزي الخباز: أحاديث منتخبة من كتاب "الأربعين في شعب الدين" تخريج أبي القاسم علي بن الحسن بن محمد الصفار عن شيوخه، بسماعه من شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني بسماعه منه. وروى لنا أيضا عن أبي محمد عبد الرزاق بن نصر بن المسلم بن النجار. أخبرنا عبد السلام بن يوسف البرزي، بقراءتي عليه بدمشق، قلت له: أخبركم شيخ الشيوخ عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني، قراءة عليه وأنتم تسمعون في يوم السبت السابع من المحرم سنة سبع وسبعين وخمسمائة فأقر به، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد الصفار، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا زين الإسلام أبو القاسم القشيري أنبأنا أبو الحسين الخفاف أنبأنا أبو العباس السراج أنبأنا قتيبة بن سعيد أنبأنا الليث عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا ثم دعا بماء فتمضمض ثم قال: "إن له دسما". حديث صحيح متفق على صحته وثبوته، أخرجه الأئمة الخمسة: أبو عبد الله البخاري، وأبو الحسين القشيري وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي -رحمهم الله- في "الطهارة" من كتبهم عن قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد، كما أوردناه.
صفحه ۱۸
[باب البرزي] :
قلت: وأغفل في هذا الباب "البرزي" بضم الباء الموحدة وبعدها راء مهملة ساكنة، نسبة إلى "برزى" قرية من عمل واسط منها:
الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن نصر بن فارس البرزي المعروف بابن
البرهان، التاجر: حدث بصحيح مسلم عن أبي الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي بسماعه من جد أبيه بسنده المعروف، وتوفي يوم الاثنين الحادي عشر من شهر رجب سنة "أربع وستين وستمائة" بثغر الإسكندرية، ودفن بين الميناء وبين تربة ابن عطاف، ومولده في سنة "ثلاث وتسعين وخمسمائة".
وصاحبنا:
الفقيه أبو محمد عبد الله بن أبي منصور بن عمر بن الزبير بن المسيب
البرزي الواسطي: حدث بشيء من تصانيفه، وله نظم حسن، كتبت عنه شيئا من شعره أنشدني لنفسه بدمشق:
كن واثقا بإله العرش معتمدا ... عليه في حالتي يسر وإعسار
فالله أرحم من تدعو وأكرم من ... ترجو وأجود من يعطي بإكثار
وتوفي -رحمه الله- بدمشق في سنة "سبع وخمسين وستمائة".
صفحه ۱۹