تکمیله
ویرایشگر
د كاظم بحر المرجان
ناشر
عالم الكتب
ویراست
الثانية
سال انتشار
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ مـ
محل انتشار
بيروت - لبنان
الدَّهْيَاءَ بالصّحْراءِ فقلبوا لامَها، كما قَلَبُوها في العَلْياءِ (^١) حيثُ لم يُسْتَعْمَلْ له أَفْعَلُ. وقالوا: أَجْدَلُ وأخيلُ وأفْعَى، فلم يَصْرِفْ ذلكَ كُلَّهُ قومٌ في النكرةِ، كما لم يَصْرِفوا أَحْمَرَ. ولم تَجئْ لشيءٍ من ذلكَ فَعْلاءُ، قال: فما طائري فيها علبَكَ بأَخْيَلا (^٢).
وربما استعملوا بعضَ هذهِ الصفاتِ استعمالَ الأسماءِ نحوَ أبْطَحٍ وأَبْرَق وأَجْرَعٍ (^٣)، وَكَسَّروهُ تكسيرَ الأسماءِ فقالوا: أَجَارِعُ وأَباطحُ. وكذلكَ كانَ قياسُ فَعْلاءَ.
وقالوا: بَطْحَاءُ وبِطَاحٌ، وَبَرْقَاءُ (^٤) وبِراقٌ، فَجَمَعُوا المؤَنَثَ على "فِعَالٍ" كما قالوا عَبْلةَ (^٥) وعِبالٌ فَشَبَهُّوا الأَلفَ بالهاءِ (^٦)، كما شَبَّهوا الكُبْرَى والكُبَرَ والعُلْيَا والعُلَى (بظُلْمَةٍ) (^٧) وظُلَمٍ، وغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، ولم يجعلوهَا كصَحَارَى. فأما أجْمَعُ وَجَمْعَاءُ، فَلَيْسَ من هذا البابِ، ومَنْ جَعَلَهُ منه، فقد أخْطَأَ. يَدُلُّكَ على ذلكَ جَمْعَهُمْ للمذكَّرِ منه بالواوِ والنونِ. وفي التَّنزيلِ:
(^١) فسر الجرجاني في المقتضب (١٠٨ ظ) قول أبي علي هذا فقال: يعني أن الدهياء وإن كانت صفة كالخذواء، فإنه لما لم تستعمل له أفعل، قلب الواو لمشابهته الاسم نحو الصحراء.
(^٢) عجز بيت لحسان بن ثابت وتمامه:
ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي … فما طائري فيها عليك بأخيلا
والشاهد فيه قوله "بأخيل" وهو أفعل، نكرة، وليس له فعلاه، ولم يصرفه تشبيهًا بأفعل الذي له فعلاء نحو أحمر.
والأخيل: طائر أخضر يتشاءم به. ويقال له اشقراق.
ديوانه ص ٩٢ ومنسوب له في: القيسي ١٢٢ و، اللسان (خيل) ١٣/ ٢٤٣، الشواهد الكبرى ٤/ ٣٤٨. وغير منسوب في الاشتقاق ٢/ ٣٠٠، المخصص ١٥/ ٩٤ (عجزه).
(^٣) ف: "وأبرع" تحريف.
(^٤) الأبرق والبرقاء: غلظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة.
(^٥) امرأة عبلة: تامة الخلق والجمع عبلات وعبال.
(^٦) ص: بالتاء.
(^٧) الأصل: كظلمة: تحريف.
1 / 347